أثارت غرفة التجارة الإسبانية في مدريد، غضب جبهة البوليساريو الانفصالية من جديد، بعدما لجأت إلى استخدام ملصق يتضمن خريطة المملكة المغربية الكاملة بما فيها الصحراء، وذلك في إطار لقاء اقتصادي جرى تنظيمه في قصر سيبليس بالعاصمة الإسبانية بين 19 و20 فبراير الجاري لتشجيع الاستثمارات الإسبانية في منطقة شمال المغرب.
وخرجت جبهة البوليساريو عبر ما تسميه بـ”ممثلها” في إسبانيا، عبد الله العرابي، بتحذير قالت فيه إن هذا “النوع من الإجراءات الغير قانونية”، تنتهك القانون الدولي حسب تعبيرها، مكررة نفس الأسطوانة التي تقول فيها بأن “الصحراء” لازالت إقليما متنازعا عليه وليس إقليما مغربيا.
وليست هذه المرة الأولى التي تخرج البوليساريو ببلاغات غاضبة، حيث خرج عبد الله العرابي منذ شهرين، للاحتجاج على القناة الإسبانية الرسمية، التي أذاعت خريطة المغرب الكاملة في تقرير تلفزي.
لكن، يبدو، وفق ما يرى الكثير من المتتبعين، أن إسبانيا ومؤسساتها الرسمية، لم تعد تعير أي اهتمام لاحتجاجات جبهة البوليساريو الانفصالية، ولم تعد تتفاعل معها، مما يشير إلى أن إسبانيا دخلت في مرحلة جديدة تماشيا مع موقفها الداعم لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء.
وشكل إعلان مدريد هذا الموقف في مارس 2022، ضربة سياسية هي الأكبر من نوعها لجبهة البوليساريو، بالنظر إلى الوزن الثقيل الذي تمثله إسبانيا في ملف الصحراء، على اعتبار أنها القوة الاستعمارية السابقة في المنطقة.
ويبدو أن البوليساريو لازالت لم تفهم هذا التحول في الموقف الإسباني، وهو ما يفسر خروجها للاستنكار والاحتجاج في كل مرة، معتقدة – حسب ما يرى الكثير من المهتمين – أنها لازالت تحظى بالدعم السياسي الذي كانت تتمتع بها في العقود الماضية في إسبانيا.
وبالمقابل، فإن العلاقات المغربية الإسبانية، تعيش فترتها “الذهبية”، وفي ما صرح به مؤخرا وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، وهي العلاقات التي انطلقت قوتها مباشرة بعد خروج مدريد من موقف الحياد في قضية الصحراء إلى دعم مقترح الحكم الذاتي من 3 سنوات.