أعلنت إسرائيل، فجر الجمعة، عن تنفيذ هجوم عسكري ضد أهداف في إيران، في خطوة تصعيدية تأتي وسط توتر متزايد بشأن البرنامج النووي الإيراني، وتعثر المفاوضات الدولية الجارية لاحتوائه. وقد أكدت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، خلال إحدى الغارات الإسرائيلية.
وبحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، فقد استهدفت الضربات “عشرات” المواقع النووية والعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، في عملية وصفها وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأنها “ضربة استباقية ضرورية لحماية أمن الدولة ومواطنيها”. وأضاف الوزير أن إسرائيل تستعد لاحتمال رد إيراني وشيك باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وسُمع دوي انفجارات في العاصمة الإيرانية طهران، فيما أعلنت السلطات الإيرانية رفع حالة التأهب القصوى لمنظومات الدفاع الجوي، تحسبًا لمزيد من الهجمات. ولم يصدر حتى الآن بيان رسمي من طهران يؤكد طبيعة الرد المحتمل.
في المقابل، أكد مسؤولان أمريكيان أن الولايات المتحدة لم تشارك في الهجوم الإسرائيلي، ولم تقدم أي دعم لوجستي أو استخباراتي خلال العملية. ومع ذلك، أفادت شبكة “سي.إن.إن” بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دعا إلى اجتماع طارئ للحكومة لبحث تداعيات التصعيد.
وقد أثّر الهجوم بشكل مباشر على الأسواق العالمية، حيث قفزت أسعار النفط بأكثر من أربعة دولارات للبرميل، وسط مخاوف من اتساع رقعة المواجهة في منطقة الشرق الأوسط.
يُذكر أن هذه التطورات تأتي في وقت كان يُرتقب فيه استئناف جولة جديدة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران في سلطنة عُمان يوم الأحد المقبل، إلا أن التصعيد الأخير يُنذر بتعقيد المسار الدبلوماسي بشكل كبير.
وتتزايد التحذيرات من انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة، في ظل استمرار التهديدات المتبادلة بين الطرفين، واستعدادات عسكرية إسرائيلية وأمريكية لمواجهة “أسوأ السيناريوهات”، بما في ذلك إجلاء محتمل لرعايا أجانب من بعض مناطق النزاع.