عاد الجدل حول المركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء ليطفو على السطح، وهذه المرة بمناسبة اجتماع الدورة العادية لمجلس جماعة الدار البيضاء، الأربعاء الماضي.
ويظهر أن الإصلاحات المتتالية التي شهدها المركب مازلت تثير الكثير من القلق والأسئلة وسط المنتخبين وجمهور كرة القدم.
وقال مروان الراشدي، عضو مجلس المدينة عن الاتحاد الاشتراكي، إن المنتخبين “لا علم لهم ولا يدبرون ملف الإصلاحات، ولم يتم إشراكهم”، مضيفا، في تصريح لموقع “سفيركم” على هامش اجتماع مجلس المدينة، أن المنتخبين “لا يعرفون لحد الآن هل انتهت الإصلاحات بهذا الملعب أم أنه سيخضع لإصلاحات أخرى بميزانية جديدة”.
أكثر من ذلك، يواصل مروان الراشدي أن منتخبي المدينة لا علم لهم بدفتر التحملات وطبيعة الإصلاحات التي تم تنفيذها ولا كيف أنجزت، وما لم ينجز، وكيف تم تسليم الملعب بعد الاصلاحات، مضيفا أن “الجميع عاين بعض الصور التي تظهر ان بعض الإصلاحات لم تنجز، وكيف تم التخلي نهائياً عن تغطية وتزيين جوانب الملعب، غير أننا كأعضاء مجلس المدينة لا نتوفر على أي تقييم للأشغال والإصلاحات ولا على الميزانية النهائية التي تطلبتها عملية الإصلاح “.
وأوضح الراشدي أن ملف الإصلاحات يتم تدبيره من خارج المنتخبين، “الذين يكتفون فقط بالمصادقة على ما يقرر من خارج المجلس”.
وحمل الراشدي مسؤولية ما يقع من غياب الشفافية حول إصلاحات الملعب إلى عمدة المدينة، السيدة نبيلة الرميلي. وكشف في هذا الشأن أن تتبع ملف اصلاحات مركب هي مسؤولية مباشر لمكتب المجلس وعلى رأسهم العمدة لأنها تتحمل مسؤولية لجنة القيادة ومتابعة الاشغال”.
غير أن الطريقة التي تم بها افتتاح الملعب والكيفية التي تم بها التعامل مع رئيسة المجلس “تبين أنه لا دور لها ولا قدرة لها في تتبع الملف”، يقول مروان الراشدي.
ويذكر أن مركب محمد الخامس يشهد منذ 2016 عمليات إغلاق وإصلاح متكررة. ففي سنة 2016 تم رصد 220 مليون درهم، لإصلاح وتأهيل المركب، عبر شطرين، أول كلف 100 مليون درهم وثان بغلاف 120 مليون درهم. ليعاد سنة 2019 ضخ ميزانية إضافية، قدرت بحوالي 10 إلى 20 مليون درهم.
أما سنة 2023 فقد تم إغلاق الملعب من جديد وتخصيص غلاف مالي قدره 225 مليون درهم لإعادة تأهيل الملعب استعدادًا لاستضافة مباريات كأس إفريقيا 2025.
وخلص المستشار الجماعي، مروان الراشدي، إلى أن كثرة الاصلاحات بمركب محمد الخامس “تعبر عن شيء واحد، وهو غياب رؤية واستراتيجية واضحة، فنحن شرعنا في الاصلاحات بدون أن يكون لدينا شكل نهائي لكيف ستكون عليه الإصلاحات.
فطيلة الاصلاحات الثلاث لم يتم تقديم تصور ونموذج للشكل النهائي للملعب، ولن يكون مفاجئا أن يطلب منا هذه السنة إغلاق الملعب لإجراء ح أخرى، بميزانيات جديدة”.