روج الإعلام الجزائري الرسمي مزاعم كاذبة بشأن الصحراء المغربية في ختام المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة روسيا – إفريقيا الذي عُقد في مدينة سوتشي الروسية، حيث ادعى أن المؤتمر تضمن دعما لحق “الشعب الصحراوي” في تقرير مصيره، في حين لا توجد أي إشارة لهذا الإدعاء في البيان المشترك الختامي الذي اطلعت عليه جريدة “سفيركم” الإلكترونية.
وركز البيان الختامي للمؤتمر الذي عُقد في 10 نونبر 2024 بين وزراء الخارجية للدول الإفريقية الأعضاء في الأمم المتحدة، مع المسؤولين الروس، على تعزيز التعاون بين روسيا والدول الإفريقية في مجالات متعددة، من بينها السياسة، والأمن، والتجارة، والتعليم، والصحة، وحماية البيئة، والتأكيد على ضرورة تنفيذ الاتفاقات المبرمة خلال القمم السابقة بين روسيا وأفريقيا في عامي 2019 و2023، دو أن يتضمن أي ذكر لقضية الصحراء أو “حق تقرير المصير” لما يسميه الإعلام الجزائري بـ”الشعب الصحراوي”.
وقد جاء البيان مشتركا بين الدول الإفريقية الأعضاء في الأمم المتحدة، في إشارة إلى أن الدول التي شاركت في المؤتمر لم تكن تمثل جبهة البوليساريو، التي ليست عضوا في الأمم المتحدة ولا تحظى باعتراف من العديد من الدول الكبرى.
كما أن روسيا، بحسب سياستها الرسمية، لا تقبل إلا بمشاركة الدول الإفريقية المعترف بها دوليا في المنتديات متعددة الأطراف والعضوة في الأمم المتحدة، وهو ما يشير إلى محاولة جزائرية من ضمن محاولاتها المستمرة لإقحام قضية الصحراء في الملتقيات الدولية ولو بالاذعاء كذبا.
وفي هذا السياق، يرى كثير من المهتمين بقضية الصحراء، أنه لا يمكن إغفال أن الجزائر تسعى بشكل مستمر إلى معاكسة التقدم الذي يحرزه المغرب في ملف الصحراء المغربية، خاصة في ظل التنامي المستمر للاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، وتُعتبر هذه المحاولة التضليلية الجديدة تدخل في نفس الإطار الذي يهدف لاستغلال الأحداث الدولية للترويج لمواقف سياسية معاكسة للمغرب
هذا ويعتبر البيان الختامي للمؤتمر بمثابة وثيقة رسمية تركز على المصالح المشتركة بين روسيا والدول الإفريقية، ويعكس الرغبة في تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، دون التطرق لأي قضايا نزاع إقليم، وقد تم التأكيد في البيان على أهمية تنفيذ خطة العمل المشتركة للمنتدى من 2023 إلى 2026، ما يعكس التزام الدول المشاركة بمواصلة تعزيز علاقاتها في جميع المجالات.
تعليقات( 0 )