يعتبر التسويق والترويج الفعال للإنجازات الاقتصادية والسياسية والمجتمعية، عنصرا أساسيا من شأنه أن يجذب الاستثمارات الأجنبية، ويدعم مختلف القطاعات الحيوية بالمغرب، وكذلك تعزيز صورة المغرب الدولية، وتحقيق نمو مستدام وشامل.
وفي هذا الإطار، فإن التسويق الجيد يساعد على تحسين التقييمات التي تمنحها المؤسسات المالية الدولية للاقتصاد المغربي، مما يساهم في تحسين موقعه التنافسي على الساحة العالمية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن تبني استراتيجيات تسويقية فعالة يعتبر خطوة حيوية لضمان استدامة وازدهار الاقتصاد المغربي.
وفي سياق متصل قال الأستاذ عمر الزراري، أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة الحسن الأول سطات، في تصريحه لموقع “سفيركم”، “إن ضعف التسويق للإنجازات الاقتصادية في المغرب له تأثيرات سلبية متعددة، فعندما لا يتم الترويج بشكل كاف لهذه الإنجازات، قد لا يكون المواطنون على دراية بالتطورات الإيجابية التي تحدث في بلدهم، مما يمكن أن يؤثر على ثقتهم في الاقتصاد الوطني”.
وأوضح الاقتصادي الزراري، أن التسويق الفعال للإنجازات الاقتصادية “يمكن أن يجذب المستثمرين الأجانب، وفي حال عدم الترويج لهذه الإنجازات بشكل جيد، قد يفقد المغرب فرصا استثمارية قيمة، حيث يعتمد المستثمرون على المعلومات المتوفرة لتحديد جدوى الاستثمار في أي بلد”.
وأشار الزراري إلى أن المغرب يعتمد بشكل كبير على السياحة كأحد مصادر الدخل، وبالتالي فإن ضعف التسويق لإنجازاته الاقتصادية يمكن أن يؤدي إلى صورة غير مكتملة عن البلد، مما قد يؤثر سلبا على قرارات السياح بشأن زيارة المغرب.
كما أن الشركات المحلية قد تفقد فرصا للتعاون والشراكة مع شركات أجنبية أو حتى محلية أخرى إذا لم يكن هناك وعي كاف بالتحسينات الاقتصادية والفرص المتاحة في السوق.
ومن هذا المنطلق، دعا عمر الزراري، الأستاذ الجامعي، إلى مزيد من الاهتمام بهذا الجانب المهم من خلال تبني استراتيجيات تسويقية شاملة وفعالة لتسليط الضوء على الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية التي حققها المغرب.
وأكد هذا الأخير، على أهمية تحسين قنوات التواصل مع الجمهورين المحلي والدولي، والاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي لتقديم صورة دقيقة ومتكاملة عن التطورات الإيجابية التي يشهدها البلد.
كما شدد على ضرورة التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لخلق حملات تسويقية متكاملة تسهم في تعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات الأجنبية، مما يساهم في تحقيق نمو مستدام وشامل.
وذكر الزراري أن “المؤسسات المالية الدولية تقوم بتقييم الاقتصادات بناء على العديد من العوامل، بما في ذلك الأداء الاقتصادي المعلن والمروج له، ولذلك فإن ضعف التسويق يمكن أن يؤدي إلى تقييمات أقل مما يستحقه الاقتصاد المغربي فعليا”.
كما أشار في تصريحه لـ”سفيركم” إلى أن قدرة الحكومة على التواصل الفعال بشأن إنجازاتها الاقتصادية تؤثر بشكل مباشر على ثقة المواطنين في قدرتها على إدارة الاقتصاد، وبالتالي فإن ضعف التسويق قد يؤدي إلى نقص في الدعم الشعبي للسياسات الاقتصادية الحكومية.
وخلص الأستاذ الجامعي عمر الزراري إلى أن التسويق الفعال للإنجازات الاقتصادية مهم للغاية لتعزيز الوعي المحلي والدولي بقدرات الاقتصاد المغربي وفرصه، كما أن تحسين الجهود التسويقية يمكن أن يسهم بشكل كبير في جذب الاستثمارات، وتعزيز السياحة، وزيادة الثقة العامة، مما يعزز في نهاية المطاف النتائج الاقتصادية للمغرب.
تعليقات( 0 )