بقلم: لحسن العسبي
هل يستحق “هذا” جوابا؟
(“هذا” إسمه عبد الرزاق مقري).
لشخصه وحده لا يستحق..
لسفاهة ما كتبه لا يستحق..
لكن لابد مما ليس منه بد.. حين يجهل علينا الجاهلون، كي يعلموا أن جهلنا نحن أيضا لا سقف له.. وأنه إذا كان لا بد من الذي لا بد منه سيجدونه عندنا..
“هذا الشئ” الذي اسمه عبد الرزاق مقري، بصفته رئيسا سابقا لحزب يدعي أنه صاحب مرجعية أصولية بالجزائر، خرج على الناس منذ ساعات بتدوينة مريضة، بحسابه على الفايسبوك، يطالب فيها الشعب المغربي بإسقاط النظام، هكذا بكل “صنطيحة”. مما يجعله يتصادى مع مطلبِ (وَهْمٍ قديم) العسكري محمد مدين في أواسط السبعينات لإنهاء وجود النظام الملكي في المغرب. بسبب إدراك عقل نخبة الحكم بقصر المرادية منذ زمان أن حجر الزاوية في صلابة “الهوية الدولتية” للمغاربة هو نظامهم السياسي الراسخ منذ قرون بركيزتيه السياسية (الملكية) والدينية (إمارة المؤمنين). وأنه لا سبيل كي يحققوا هيمنتهم الإقليمية بشمال إفريقيا سوى بتدمير أسس بناء الدولة المغربية الصلبة والراسخة. مما يقدم الدليل مرة أخرى كما سبق وكتبنا أكثر من مرة أن “مرض النخبة” تلك كامن في إحساسها بقزميتها في معرض “الشرعية السياسية” للدولة. وأنه لو لم يكن هناك مشكل الصحراء لخلقوا ألف سبب للوصول إلى نفس الموقف ونفس النتيجة..
إن الخرجة الفاسدة ل “هذا الشئ” الذي اسمه عبد الرزاق مقري، إنما يترجم الحال التي بلغتها نخبة القوم في الجوار، ومستوى الخسران الذي نزلوا إليه في معركتهم العبثية ضد كل ما هو مغربي.. ولم يدركوا قط أنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..
إن تطورات منطقتنا جيو ستراتيجيا تؤكد أن النظام الجزائري حُشِرَ فعليا في الزاوية وأنه يكابر الخسران التاريخي لهم.. ومن الأدلة على ذلك خرجة فاسدة مثل خرجة “هذا الشئ” الذي يقال إنه زعيم حزب سياسي.. كان الله في العون..
ل “هذا الشئ” نقول إننا من أهل قصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش أنه إن كان لابد أن نركب العاصفة سنركبها مثلما ركبها أجدادنا الذين على جراحهم بنيت صلابة البلد كإنسية حضارية منذ قرون.. لأن التاريخ يعلمنا (كما تجهل وأمثالك أكيد) أن “العصبة المغربية” تشكلت أصلا بمواجهة العدوان الخارجي تاريخيا من الشرق برا ومن مجاهل البحر في باقي الإتجاهات.. وأنكم بساقط قولكم كنخبة فاسدة رهنت مستقبل شعب طيب أصيل مثل الشعب الجزائري الأخ السيامي لنا، إنما توقضون مارد وطنيتنا من جديد، فشكرا لكم..
أي “هذا الشئ” أتحداك أن تقود مظاهرة واحدة بساحة البريد أو شارع ديدوش مراد أو ساحة أودان الجامعية بالعاصمة الجزائر تضامنا مع فلسطين وأهلها، إن لم تنزل عليك عصا سادتك في بنعكنون كي تعيدك إلى “بيت الطاعة”.. إن المغاربة رجال عليك في تعبيرهم القومي الحقيقي والملموس عن حسهم الإنساني التضامني مع فلسطين وليسوا تجار كلام مثل حكامك..
يا “هذا الشئ” كن رجلا وانزل إلى شارع الحقيقة في الجزائر، حرر الأمل المعتقل هناك، حرر مقدرات وطنك الهائلة التي تجعل الناس الطيبين هناك بدلا من أن يكونوا في مصاف جنة النماء هم في نازل جهنم الفقر والعوز.. فلا تبكي مع الراعي وأنت مع الذئب.. أما المغرب والمغاربة فهم جبل توبقال عال عليك وعلى طينتك بزاف..
يا أسفاه حتى في نازل حقدكم علينا كمغاربة (أمة ودولة) توظفون عدالة قضية إنسانية مثل قضية فلسطين لتنفيذ مخططاتكم بمنطقتنا، مما يجعلكم تجار مبادئ لا أقل ولا أكثر.. إن معركة فلسطين هناك في الشرق وليست في الغرب منكم..
بئس المصير ذاك الذي بلغتموه يا “هذا الشئ”..