إيصبويا: الهجرة الجماعية مؤشر من مؤشرات الإحباط الاجتماعي والاقتصادي

قال ياسين إيصبويا باحث في قضايا الشباب والمجتمع المدني، إن محاولات الهجرة غير النظامية نحو سبتة المحتلة، تعكس حجم الإحباط الاجتماعي والاقتصادي الذي يدفع الكثير من الشباب إلى البحث عن مستقبل أفضل بأي وسيلة، حتى وإن كانت محفوفة بالمخاطر.

وتابع إيصبويا في تصريح خاص لجريدة”سفيركم” الإلكترونية، بخصوص دوافع الهجرة الجماعية عبر الفنيدق، قائلا إنها تعكس حالة اليأس التي يعيشها العديد من الشباب الذين فقدوا الأمل في تحقيق حياة كريمة في أوطانهم.

وأرجع الباحث في قضايا الشباب والمجتمع المدني، أسباب الهجرة غير النظامية، إلى غياب دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في القيام بأدوارها التربوية والوقائية؛ مؤكدا أن الأسرة، المدرسة، ووسائل الإعلام والمجتمع المدني جميعها مؤسسات مسؤولة عن غرس قيم الأمل والطموح والعمل الجاد في نفوس الشباب.

وأشار المتحدث ذاته، إلى التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال والشباب، موضحا أنه في ظل الانتشار الواسع لمواقع التواصل، أصبحت هذه المنصات أداة فعالة لترويج أحلام مغرية للهجرة غير الشرعية، حيث تُعرض صورا ومقاطع فيديو لأشخاص يحققون نجاحات مزعومة بعد وصولهم إلى وجهاتهم، هذا الأمر يدفع العديد من الشباب إلى تبني أفكار خاطئة حول فرص النجاح في الخارج، مما يشجعهم على المخاطرة بحياتهم في رحلات غير آمنة.

ومن جهة أخرى اقترح إيصبويا، لإعادة الأمل للشباب والأطفال، “ضرورة تعزيز دور الأسرة والمدرسة كعناصر أساسية في بناء الشخصية السوية القادرة على مواجهة التحديات، توفير برامج تربوية واجتماعية تهدف إلى تنمية قدرات الشباب وتفتح أمامهم الفرصة لتحقيق ذواتهم بالإضافة إلى دعم المؤسسات الشبابية والمجتمع المدني، وتوفير فضاءات لتمكين الشباب من التعبير عن طموحاتهم وأحلامهم والمشاركة الفعالة في بناء مجتمعاتهم، يعتبر أمرًا حيويًا”.

واستدرك الباحث في قضايا الشباب والمجتمع المدني:”لا يمكن إغفال الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة بتوجيهات ومبادرات ملكية سامية، في سبيل تطوير الاقتصاد المغربي وتعزيز البنية التحتية لجذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل، مما يساهم في التمكين الاقتصادي والاجتماعي للشباب”، موردا أن هذه المبادرات تعد خطوة هامة نحو تحسين ظروف الشباب وتحفيزهم على البقاء والمساهمة في تنمية وطنهم.

وأوصى ايصبويا، الحكومة بتطوير أدواتها وسياساتها الموجهة للشباب، وذلك من خلال تنويع طرق الحوار، خاصة مع الشباب المنتمي للفئات الهشة والهامشية، مردفا أن الحوار يجب أن يكون شاملًا ومتنوعًا، وأن يركز على إشراك الشباب في اتخاذ القرارات التي تمس حياتهم، كما ينبغي على الحكومة الاستمرار في تشجيع وتثمين المبادرات الشبابية والمشاريع المبتكرة، ودعم المجتمع المدني للقيام بأدواره الدستورية في هذا الإطار.

وختم المتحدث إلى منبر”سفيركم” مداخلته، بالتأكيد على دور الإعلام في نشر رسالة إيجابية وبناءة، حيث يعتبر أداة فعّالة في تسليط الضوء على قصص النجاح وإلهام الشباب ليؤمنوا بإمكانية تحقيق أحلامهم داخل أوطانهم، بدلًا من المخاطرة بحياتهم في محاولات هجرة غير شرعية.

تعليقات( 0 )