قال رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي السابق في الرباط، دافيد غوفرين، إن “على السلطات المغربية حظر حرق الأعلام الإسرائيلية في الاحتجاجات” المناهضة لإسرائيل في المملكة، وهو ما جر عليه انتقادات واسعة تتهمه بالتدخل في الشؤون الداخلية للمغرب.
ونشر غوفرين، الذي غادر منصبه في مكتب الاتصال بعد اتهامات بسوء السلوك الجنسي، منشورا على منصة “إكس” يوم الخميس الماضي، يظهر محتجين في مراكش وهم يشعلون النار في علم إسرائيلي.
وجاء احتجاج غوفرين، الذي يعرّف نفسه بـ”السفير الإسرائيلي السابق في المغرب ومصر”، في سياق مظاهرة أوسع ضد الزيارة المرتقبة لوزيرة النقل الإسرائيلي، ميري ريغيف، إلى المغرب لحضور مؤتمر دولي حول السلامة الطرقية بمراكش في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وكتب غوفرين في 15 فبراير، “بالنظر إلى العلاقات القائمة بين إسرائيل والمغرب، سيكون من المناسب أن تضع السلطات المحلية حدا لهذه الظاهرة”.
وأثارت تصريحاته ردود فعل غاضبة من نشطاء مغاربة مؤيدين للقضية الفلسطينية، الذين اعتبروا تصريحه تدخلا في الشؤون الداخلية للمغرب.
ولا تزال الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل، بما في ذلك حرق الأعلام، جزءا من المشهد الاحتجاجي في المغرب، حتى بعد تطبيع الرباط لعلاقاتها مع تل أبيب عام 2020 في إطار اتفاقيات “أبراهام”.
وقد تصاعد الغضب الشعبي بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، مما أدى إلى خروج مظاهرات أكبر وأكثر حدة.
ولا ينص القانون المغربي صراحة على تجريم تدنيس الأعلام الأجنبية، غير أن القانون نفسه يفرض عقوبات، تشمل السجن والغرامات، على من يسيء علنا إلى رؤساء الدول الأجنبية وكبار المسؤولين.
وقد عاد هذا البند إلى الواجهة في الأيام الأخيرة، بعدما ألمح وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي، إلى احتمال مواجهة عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الأسبق وزعيم حزب العدالة والتنمية، تبعات قانونية بسبب تصريحاته “المسيئة”، وفق تعبيره، للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وكان بنكيران قد أدان، خلال تجمع حزبي، مقترح ترامب لنقل الفلسطينيين من غزة، واصفا إياه بأنه “عودة إلى شريعة الغاب”.
كما اتهم الرئيس الأمريكي بالسعي إلى تفكيك النظام القانوني والجيوسياسي العالمي، مشيرا إلى تصريحات سابقة لترامب حول رغبته في ضم أراض مثل كندا وغرينلاند التابعة للمملكة الدنماركية.
وردّ بنكيران على تحذير وهبي بعدم اكتراثه بأي ملاحقة قانونية محتملة، قائلا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، “لن أعير هذه القضية اهتماما كبيرا”، مضيفا أنه متمسك بانتقاداته لترامب، وداعيا إلى موقف موحد ضد المخططات الأمريكية لنقل مليوني فلسطيني من غزة إلى أماكن أخرى، وهو المقترح الذي يُدان على نطاق واسع باعتباره “تطهيرا عرقيا”.