في سياق اللقاء الدولي السادس لشبكة التضامن والنضال النقابي الدولية المزمع انعقاده في مدينة شيانسيانو تيرمي بإيطاليا خلال الفترة ما بين 13 و16 نونبر 2025، عبّرت المنظمة الديمقراطية للشغل بالمغرب (ODT) عن موقفها الرافض والمستنكر لمشاركة كيان ذو طبيعة عسكرية وجيوسياسية في ملتقى يفترض أن يكون منصة للعمل النقابي الدولي المستقل.
وأكدت المنظمة الديمقراطية للشغل أن إشراك جبهة البوليساريو، التي تدار بدعم مادي ولوجستي من أجهزة دولة أخرى، لا يمت بأي صلة للمبادئ النقابية الجوهرية.
فهذه الحركة، بحسب تقارير المنظمة، لا تمثل طبقة عمالية منظمة ولا تقوم بأي نشاط إنتاجي أو اقتصادي يمكن أن يؤهلها للتواجد ضمن فضاء نقابي دولي.
علاوة على ذلك، تشير التقارير الدولية إلى تورط قيادات هذا الكيان في انتهاكات حقوق الإنسان وممارسات غير قانونية تتعلق بالمساعدات الإنسانية، ما يجعل مشاركتها في منتدى نقابي أمرا مرفوضا بكل المقاييس.
ودعت المنظمة إلى ضرورة الحفاظ على استقلالية النقابات عن الصراعات الجيوسياسية والحكومية، مؤكدة أن إدخال كيانات مسلحة أو سياسية في المنتدى يهدد مصداقية الحدث ويشوّه تركيزه عن أهدافه الحقيقية، وهي تعزيز التضامن بين العمال ونضالاتهم في مواجهة الرأسمالية والتمييز، والعمل على حماية حقوق العمال وتحقيق العدالة الاجتماعية.
كما شددت المنظمة على أن الأولوية يجب أن تبقى للعمال ومصالحهم المشتركة، مع استمرار التضامن مع القضايا العادلة للشعوب الأخرى، مثل القضية الفلسطينية، ولكن بعيدا عن استخدام المنتدى النقابي كمنصة لأجندات غير عمالية أو حكومية.
في هذا السياق، طالبت ODT القيادة الدولية للشبكة بمراجعة معايير الدعوة للمشاركين، وتنقية فضاء المنتدى من أي تدخلات غير نقابية، مع الحفاظ على الشفافية والمصداقية والاستقلالية النقابية. إن هذا الموقف يعكس حرص المنظمة على أن يبقى النقابيون على خط واحد من النضال العمالي النظيف، بعيدا عن الأجندات العسكرية والسياسية التي تهدد استقرار الشعوب والنقابات على حد سواء.

