سلطت صحيفة إلكترونية إسبانية الضوء على قضية اختفاء غامضة لمهاجر مغربي، في رحلة بحرية، يوم 20 أبريل 2024، على متن عبارة “أرماس ترانسمديترانيكا” الرابطة بين ميناء بني أنصار ومدينة موتريل الإسبانية.
وأوضحت صحفية “El Diario” الإلكترونية الإسبانية أن المهاجر المغربي، مروان المقدم، الذي لا يتجاوز عمره 18 سنة، كان قد صعد إلى العبارة التابعة لشركة “أرماس ترانسمديترانيكا” يوم 20 أبريل، قادما من الناظور، صوب إسبانيا، حيث كان يقيم بشكل قانوني بعد حصوله على بطاقة الإقامة الإسبانية.
وأضاف المصدر ذاته أن رحلته هذه، كانت أول مرة يعود فيها مروان إلى المغرب لقضاء عيد الفطر مع عائلته بعد تسوية وضعه القانوني في إسبانيا، وآخر مرة يظهر فيها.
وواصل الموقع المذكور، أن مروان قد أرسل في الساعات الأولى من صباح يوم 21 أبريل، مقاطع فيديو لشقيقه من سطح السفينة، يظهر فيها البحر في الخلفية، لكن انقطع الاتصال به بعد ذلك نهائيا، مبرزا أنه لم يصل أبدا إلى مركز الإيواء الذي كان يعيش فيه بإسبانيا، رغم اجتيازه نقاط التفتيش المغربية بنجاح.
ودفع هذا الاختفاء عائلة مروان إلى تقديم بلاغات لدى الشرطة الإسبانية والسلطات المغربية، لكن المفارقة أن الشرطة الإسبانية أكدت أنه لم يُسجل دخوله إلى الأراضي الإسبانية من أي معبر حدودي رسمي، بحسب ما أكدته الشرطة الوطنية الإسبانية.
وأردفت أنه تمت إحالة التحقيقات في موتريل إلى المحكمة الابتدائية بغرناطة، دون أي يسفر ذلك عن أي تقدم يذكر.
وأظهرت الوثائق الرسمية المغربية، بحسب الصحيفة، أن مروان غادر بالفعل ميناء بني أنصار على متن العبارة متوجها إلى إسبانيا، حيث اجتاز نقاط التفتيش الجمركية بنجاح، لافتة إلى أن آخر ما عرفته عائلته عنه هو أنه كان جالسا في مقهى العبارة ليلة الرحلة، لأنه لم يكن يملك تذكرة تخوّل له الحصول على غرفة نوم.
وذكر المصدر ذاته أن مروان كان يحمل حقيبة سفر تزن حوالي 20 كيلوغراما وهاتفا محمولا، حيث لم يتم العثور على أي منهما، إذ زارت محامية العائلة مكاتب شركة أرماس في غرناطة للبحث عن متعلقاته دون جدوى، كما أن موظفي الشركة أكدوا عدم وجود أي مقتنيات مفقودة من تلك الرحلة.
وفيما يتعلق بكاميرات المراقبة، قالت شركة “أرماس” إنها كانت معطلة أثناء الرحلة، ولم توفر أي أدلة مرئية، بينما بقيت عملية استخراج تسجيلات الجمارك في ميناء موتريل معلقة بأمر قضائي.
ووصف محمد، شقيق مروان، الإجراءات بـ”البيروقراطية المعقدة”، متهما السلطات الإسبانية بالتقاعس عن تقديم الإجابات التي تبحث عنها العائلة، وفق ما ذكرته الصحيفة الإسبانية.
وبدورها، قالت مصادر من الشرطة الإسبانية في تصريحات صحفية، أنه تم تفعيل الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات بتنسيق مع السفارة المغربية والجهات المختصة، لكنها رفضت الإدلاء بالمزيد من التفاصيل احتراما لسرية التحقيق.
وخلصت الصحيفة إلى الإشارة إلى أن محمد خاض، إضرابا عن الطعام، أمام مقر شركة “أرماس” في بني أنصار، بدعم من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، مبرزة أن وكيل الملك بمحكمة الاستئناف في الناظور، فتح تحقيقا رسميا في هذه القضية، ما دفع شقيق المهاجر المختفي إلى إنهاء إضرابه.