مع دخول فصل الصيف، وفي الوقت الذي يتطلع فيه عدد من المغاربة المقيمين في الخارج إلى زيارة المغرب لقضاء العطلة الصيفية في وطنهم ورفقة ذويهم، يواجه الكثيرون منهم عائق ارتفاع تذاكر نقل عبارة “بالياريا”، التي تعد وسيلة النقل المفضلة للمغاربة من جنوب إسبانيا إلى شمال المغرب.
وخلفت قضية ارتفاع تذاكر نقل عبارة “بالياريا”، التي تعتبر واحدة من وسائل النقل البحرية الرابطة بين الضفتين الإسبانية والمغربية، تذمرا كبير في صفوف مغاربة أوروبا، بعدما أصبحت تكاليف الرحلة الواحدة تتجاوز قدرة الأسر ذات الدخل المتوسط، ما يجعلهم أمام خيارين أحلاهما مرّ، إما تأجيل خطط السفر وزيارة الوطن، أو البحث عن بدائل أخرى قد تكون غير مريحة وذات تكلفة مرتفعة.
ولطالما كانت الرحلات البحرية خيارا مفضلاً لمغاربة الخارج، نظرا لانخفاض تكلفتها مقارنة بالرحلات الجوية، وإمكانية نقل كميات أكبر من الأمتعة على متنها، لكن، مع هذا الارتفاع الجديد في أسعار التذاكر، أصبحت الرحلة البحرية تلقي بعبئ مالي كبير يثقل كاهل الكثيرين.
واستنكر عدد من أفراد الجالية المغربية، استغلال الشركة المعنية رغبة المغاربة في قضاء فصل الصيف بالوطن، لا سيما مع الحركية الكبيرة التي يشهدها قطاع النقل بين جنوب إسبانيا وشمال المغرب، وطرحها لتذاكر بأسعار مرتفعة، منتقدين في ذات الوقت عدم تقديم الشركة لأي تفسير واضح يبرر ذلك.
وفي الوقت الذي برر البعض هذا الارتفاع بالأزمات الاقتصادية العالمية وارتفاع أسعار الوقود، اعتبر البعض الآخر أن الزيادة الكبيرة التي فرضت على الزبائن لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال، فيما طالب آخرون بضرورة تشديد الرقابة الحكومية على شركات النقل البحري، وضمان تدخل الجهات المختصة لحماية المغاربة من هذه الممارسات التي تضر بقدرتهم الشرائية.
ولا تتوقف المشكلة عند حدود الأسعار فحسب، بل تتعداها إلى التسبب في تأثيرات نفسية، حيث أن زيارة الوطن وقضاء وقت مع الأهل والأصدقاء هو جزء أساسي من حياة الجالية المغربية، وأي عائق من شأنه أن يمنع أو يقف في وجه هذه الروابط الوطنية والأسرية، يمكن أن يترك أثرا نفسيا كبيرا عليهم، ويزيد من حدة شعورهم بالغربة.
وتجدر الإشارة إلى أن الشركة كانت قد أعلنت قبل أيام أنها خططت لـ15 رحلة يومية إلى المملكة المغربية، أي ما يعادل ارتفاعا بنسبة 15% في المقاعد بالمقارنة مع السنة الماضية، على خطوطها بين الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسط، وبين موتریل وطنجة المتوسط، وأيضا بین ألمیریا والناظور.
تعليقات( 0 )