عبرت صحيفة إسبانية، عن قلقها المتزايد من ازدهار صادرات الفواكه المغربية في السوق الإسبانية، لا سيما بعد ارتفاع أسعار الفواكه المستوردة من المغرب مقابل تجرع المزارعين الإسبان طعم الخسارة.
وكشفت صحيفة “OKDIARIO“، أن إسبانيا دفعت خلال النصف الأول من عام 2024، نسبة إضافية تبلغ 30% مقابل الفواكه المغربية، بالمقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد 3.46 يورو، منتقدة دفع المستوردين الإسبان هذه المبالغ المرتفع للمغرب، في الوقت الذي يجد فيه المزارعون المحليون أنفسهم مجبرين على بيع منتجاتهم بأسعار زهيدة، محاوِلة تحميل مسؤولية فشل الفلاحين في منافسة الصادرات المغربية في السوق الإسباني إلى المغرب.
ولم تقتصر الحملة الممنهجة ضد المنتجات المغربية على الجانب الإعلامي فقط، بل تجاوزته إلى حد اتهام مجموعة من الشحنات القادمة من المغرب باحتوائها على مواد مضرة بالصحة ومحظورة من قبل الاتحاد الأوروبي، كما زعمت بعض التقارير أن الفواكه المغربية تسقى بمياه ملوثة، وذلك من أجل تشويه سمعة المنتجات المغربية المفضلة لدى المواطنين الإسبان.
ففي شهر مارس الماضي، شنت بعض الجهات حملة على الفراولة المغربية في إسبانيا، متهمة إياها بالتسبب في التهاب الكبد الفيروسي من النوع الأول، وعلى الرغم من نقل مجموعة من الصحف لهذه الإشاعة على أنها خبر يقيني، إلا أن هذا الأمر لم يؤثر على استيراد الفراولة من المغرب، الذي ارتفعت نسبته إلى 48.17% في فبراير.
وكانت قد نفت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، هذه الشائعات التي تطال بشكل مستمر المنتجات المغربية، قائلة: “على الرغم من النفي والتوضيحات السابقة الصادرة عن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، نتيجة للتحاليل الدقيقة المنجزة، ونظرا لاستمرار تداول هذه المعلومات الخاطئة التي لا أساس لها من الصحة، والصادرة عن جهات تستهدف تشويه سمعة المنتوج الفلاحي المغربي، فإنها تنفي نفيا قاطعا صحة هذه الأخبار”.
وذكرت الصحيفة أن المزارعين الإسبان يشكون كون الزيادة في أسعار الفواكه المغربية لم تطل أسعار المنتجات الوطنية، حيث أوردت تصريح أوسكار موريت، مسؤول قطاع الفواكه في منظمة “Coag” بمنطقة أراغون، الذي أكد فيه أن بيع الفواكه بأسعار أقل من التكلفة يجعل من الصعب على المزارعين الصغار الاستمرار في العمل.
وخلصت الصحيفة إلى الإشارة إلى أن سلسلة متاجر Aldi الإسبانية كانت قد كشفت في استطلاع أنجزته أن نسبة 82% من المستهلكين الإسبان يفضلون شراء المنتجات المحلية على المنتجات المستوردة، دون الإشارة إلى المعايير التي تعتمد عليها سلسلة Aldi في إجراء استطلاعاتها، ومدى دقة نتائجها التي تبقى في الأخير نسبية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها سلسلة وطنية ومن الطبيعي أن ترجح كفة المنتجات الإسبانية.
تعليقات( 0 )