خلفت كلمة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، خلال تجمع خطابي نظّمه ذراعه النقابي الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بمدينة الدار البيضاء بمناسبة فاتح ماي، موجة غضب عند عدد من المتابعين للشأن السياسي.
ووصف بنكيران بعض المغاربة ب”الحمير” و”الميكروبات” بسبب موقفهم من القضية الفلسطينية، وهي الأوصاف التي اعتبرها البعض تجاوزا لأدبيات الخطاب السياسي، فيما دعا آخرون إلى قراءتها في السياق الذي قيلت فيه، معتبرين أنها نابعة من “حماس لحظي” للرجل.
وقال الإعلامي والباحث في الخطاب السياسي، الأمين مشبال، إن عبد الإله بنكيران ذهب إلى الحد الأقصى في خطابه السياسي منذ سنوات طويلة بحيث أصبح العنف اللفظي ضد خصومه السياسيين الحقيقيين أو المفترضين سمة رئيسة.
وتابع مشبال في تصريح خاص لمنبر “سفيركم” أن الاستراتيجية الخطابية الكامنة خلف ذلك تروم تسفيه خصومه والحط من مكانتهم والإساءة لصورتهم، و”قتلهم رمزيا” لدى الرأي العام.
وانطلق المتحدث ل”سفيركم” في تحليله، من تعريف الدكتور فرانسوا بيرنار هويغ المختص في العلوم السياسية والاعلام والتواصل، لمفهوم الخطاب السياسي باعتباره “خطاب متعارض مع خطاب مضاد : أيديولوجيا ضد أيديولوجيا، حزب ضد حزب، وهذا ما يميزه بدرجة دنيا من العنف”.
الباحث في الخطاب السياسي، أوضح أن “الأمين العام لحزب المصباح لا يهمه تقديم حجج أو خلق نقاش سياسي يقدم وجهة نظر سياسية ترقى بالنقاش بشأن قضايا شائكة تهم الدولة والمجتمع ولها أبعادها السياسية والجيواستراتجية في آن كما هو الحال في مسألة تطبيع المغرب لعلاقاته الديبلوماسية مع إسرائيل“.
واعتبر المتحدث ذاته أن رجوع بنكيران إلى خطابه الشعبوي وللعنف اللفظي المصاحب له، الذي كان نقطة قوته في مواجهة خصومه السياسيين خصوصا خلال حملة الانتخابات التشريعية لسنة 2016، هو رهان على توحيد صفوف حزب العدالة والتنمية خلفه باعتباره “الزعيم التاريخي” أملا في تحقيق معجزة انتخابية تعيده وتعيد الحزب لتولي شؤون الحكومة.
ويستغل زعيم “البيجيدي” في ذلك، من جهة الحصيلة الاجتماعية الهزيلة والمخيبة للآمال للحكومة الحالية، وغياب زعماء أحزاب قادرين على منافسته في الخطابة السياسية وكسب عواطف الجمهور من جهة ثانية، وِفقا لمشبال.