استقبال ملكي وشعبي.. ماكرون يحط الرحال بالمغرب في زيارة دولة تستمر 3 أيام

حطت طائرة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مساء اليوم الاثنين، بمطار الرباط سلا، مرفوقا بعقيلته، بريجيت ماكرون، حيث وجد الملك محمد السادس في استقباله، إضافة إلى ولي العهد الأمير المولاي الحسن، وشقيقته الأميرة للا خديجة والأمير مولاي رشيد.

وأجرى العاهل المغربي والرئيس الفرنسي محادثات بالقاعة الشرفية للمطار قبل أن يتوجه الطرفان إلى القصر الملكي بالمشور السعيد عبر موكب عبر شوارع سلا والعاصمة الرباط.

وفي مشهد يعكس قوة العلاقات المغربية الفرنسية، قام الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بجولة في شارع محمد الخامس بقلب العاصمة الرباط، حيث اصطف حشد كبير من الجماهير للترحيب بالزعيمين.

وحرص كل من الملك والرئيس على تحية المواطنين الذين حضروا لاستقبال ماكرون ضمن زيارة الدولة التي يقوم بها للمملكة المغربية، تأكيداً على عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين.

وبعد الترحيب الجماهيري، توجه الموكب الرسمي الذي ضم الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إلى القصر الملكي، حيث دخل الموكب مرفوقا بتشكيلة من خيالة الحرس الملكي عبر “باب السفراء” نحو “ساحة المشور السعيد”. وهناك، كان في استقبال الرئيس الفرنسي عدد من كبار الشخصيات المغربية، يتقدمهم وزراء ومستشارو الملك محمد السادس وأعضاء من مجلسي البرلمان المغربي، إلى جانب رؤساء المجالس السيادية ومسؤولين وشخصيات بارزة من مختلف القطاعات..

وتستمر زيارة ماكرون إلى المغرب 3 أيام، ستُجرى فيها العديد من الأنشطة، أبرزها إبرام عدد هام من الاتفاقيات في مجالات مختلفة، إضافة إلى إلقاء الرئيس الفرنسي لخطاب في البرلمان المغربي يوم غد الثلاثاء.

ووفق برنامج الزيارة الذي كان قد اطلعت عليه جريدة “سفيركم” الإلكترونية، فإن ماكرون سيبدأ لقاءاته الرسمية في المغرب بلقاء الملك محمد السادس عند الساعة 18:45، حيث من المقرر أن تمتد المباحثات بين الطرفين لمدة ساعة، يتم خلالها مناقشة ملفات تهم البلدين على مستوى التعاون الاقتصادي والسياسي، فضلاً عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وعند الساعة الثامنة من مساء اليوم، حسب البرنامج، سيشرف العاهل المغربي والرئيس الفرنسي على مراسم توقيع مجموعة من الاتفاقيات الثنائية، التي تركز على مجالات حيوية تشمل الاقتصاد والتعليم والثقافة، وذلك بحضور ضيوف ومسؤولين من كلا البلدين.

ويشير برنامج الزيارة إلى أنه في اليوم التالي، الثلاثاء 29 أكتوبر، سيبدأ ماكرون سلسلة من اللقاءات الثنائية بدءا من الساعة التاسعة والنصف صباحا، مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ثم رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي، ثم رئيس مجلس المستشارين محمد ولد الرشيد، بهدف مناقشة مسار التعاون البرلماني وتبادل الرؤى حول القضايا التشريعية.

ومن المرتقب أن يزور ماكرون ضريح محمد الخامس في الساعة 10:15 صباحًا، بمرافقة والي جهة الرباط سلا القنيطرة، محمد يعقوبي، تكريما لذكرى الملك الراحل محمد الخامس، قبل أن ينتقل إلى البرلمان لإلقاء خطاب أمام أعضاء مجلسي النواب والمستشارين في الساعة 11:10، وقد أعلن البرلمان المغربي مساء اليوم الأحد عن عقد جلسة خاصة مشتركة صبيحة الثلاثاء بمجلسيه خصيصا للاستماع لخطاب ماكرون.

وفي فترة ما بعد الظهر، وفقا لبرنامج الزيارة، سيشارك الرئيس الفرنسي في مأدبة غداء تضم نخبة من المثقفين والمبدعين من الجانبين، حيث تهدف هذه الفعالية إلى تعزيز الروابط الثقافية وتبادل الأفكار بين المجتمعين الفرنسي والمغربي في المجالات الإبداعية.

عقب الغداء، سيتوجه ماكرون إلى الجامعة الدولية بالرباط للمشاركة في اختتام اللقاءات المغربية الفرنسية حول القطاعات الاستراتيجية المستقبلية، حيث يناقش الحضور الابتكارات التكنولوجية وأهمية التطوير المستدام في مختلف القطاعات.

وستشمل جولة الرئيس الفرنسي فعالية تركز على ألعاب الفيديو في ساحة الجامعة الدولية، تجمع خبراء من فرنسا والمغرب، لبحث إمكانات التعاون في هذا المجال التكنولوجي الواعد والذي يشهد اهتمامًا متزايدًا لدى الشباب.

في الثامنة مساء من نفس اليوم، سيعود ماكرون إلى القصر الملكي، حيث سيكون في استقباله الملك محمد السادس في مأدبة عشاء رسمية، تكرّم الرئيس الفرنسي وتحتفي بعمق العلاقات التاريخية بين الرباط وباريس.

وتختتم زيارة الرئيس الفرنسي يوم الأربعاء 30 أكتوبر، حيث يتوجه إلى المجمع الشريف للفوسفاط لمناقشة قضايا الأمن الغذائي والزراعة المستدامة، في لقاء يجمعه بعدد من الطلاب المغاربة والأفارقة، متيحا الفرصة لتبادل الرؤى حول الأمن الغذائي في إفريقيا.

وفي ختام جولته، من المرتقب أن يلقي ماكرون كلمة أمام الجالية الفرنسية في المغرب في حدائق إقامة فرنسا، ليختتم بذلك زيارته التي تحمل دلالات سياسية واقتصادية وثقافية عميقة بين البلدين.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن ماكرون يرافقه في هذه الزيارة 9 وزراء، يتقدمهم وزير الداخلية برونو ريتايلو، ووزير التربية الوطنية آن جينيت، ووزير أوروبا والشؤون الخارجية جان نويل بارو، ووزيرة الثقافة رشيدة داتي، ووزير الدفاع سيباستيان لوكورنو، ووزير الاقتصاد والمالية والصناعة، أنطوان أرمان، ووزيرة الزراعة والسيادة الغذائية والغابات آني جينيفارد، ووزير التعليم العالي البحث باتريك هيتزل، وزيرة مفوضة لدى وزيرة الانتقال البيئي والطاقة والمناخ والوقاية من المخاطر أولغا جيفرنيت.

تعليقات( 0 )