وقع عدد من الحاصلين على جائزة نوبل إضافة لمثقفين وأدباء في فرنسا وخارجها، على نداء أطلقه الصحفي الجزائري كمال داود، الحائز على جائزة غونكور، للمطالبة بالإفراج الفوري عن مواطنه الكاتب بوعلام صنصال، بعد تأكيد اعتقال الأخير في الجزائر عبر وكالة الأنباء المحلية الرسمية.
وأطلق داود نداء قال فيه، “أتوجه إليكم اليوم ببالغ القلق. لقد تم اعتقال صديقي، الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، يوم السبت 16 نونبر.. تعكس هذه الأخبار المؤسفة واقعًا مقلقًا في الجزائر، حيث أصبحت حرية التعبير مجرد ذكرى في ظل القمع والسجن والمراقبة التي تخضع لها كل جوانب المجتمع”.
وأضاف في ندائه، “اليوم، أصبح كل شيء ممكنًا.. السجن مدى الحياة بسبب رسالة نصية، أو الحبس بسبب تنهد صغير.. بوعلام صنصال يشبه نبيًا قديمًا بابتسامة مشرقة. يثير العواطف والصداقة بنفس القدر الذي يستفز به الحقد والغيرة. هو كاتب حر يستمتع بالحياة، يكتب عن عواصف عصرنا وأضوائه المجردة، ويتعامل مع كراهية الآخرين بخفة. صنصال يكتب، لكنه لا يقتل ولا يسجن أحدًا. براءته أمام الديكتاتورية جعلته يغفل عن واقع الإرهاب في الجزائر. تجاهل المخاطر التي تنتظره، وعاد لزيارة بلاده يوم السبت، لكنه دفع الثمن غاليًا”.
وأردف بالقول، “بوعلام صنصال، المعروف بشجاعته والتزامه، كان دائمًا صوتًا ناقدًا ضد الظلم والقهر في الجزائر، يعيش الكتّاب والمثقفون، إلى جانب الناشرين وأصحاب المكتبات، في خوف دائم من الانتقام، والاتهامات بالتجسس، والاعتقالات التعسفية، والمحاكمات، والتشهير، والهجمات الإعلامية العنيفة عليهم وعلى أقاربهم. إنهم يواجهون إرهابًا ثقافيًا حقيقيًا. حتى معرض الكتاب الأخير في الجزائر نُظم تحت مراقبة شرطية صارمة مع مصادرة لبعض الكتب”.
وواصل رسالته “لا يمكننا البقاء صامتين. المسألة تتعلق بالحرية، وبحقنا في الثقافة، وبحياتنا ككتّاب مستهدفين بهذا الإرهاب”.
وأثار اعتقال الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال جدلًا واسعًا على الصعيدين المحلي والدولي، بعدما أعلنت السلطات الجزائرية رسميًا أن التوقيف جاء على خلفية تصريحاته وكتاباته بشأن اقتطاع أجزاء من الأراضي المغربية لصالح الجزائر خلال الفترة الاستعمارية الفرنسية .
ووصفت وكالة الأنباء الجزائرية صنصال بأنه “يشكك في استقلال الجزائر، وتاريخها، وسيادتها”، معتبرة تصريحاته إنكارًا لوجود الأمة الجزائرية.
وفي مقال نشرته الوكالة بعنوان “صنصال.. اللوبي الحاقد على الجزائر”، اتُهم الكاتب بإثارة استفزازات تتماشى مع خطاب “عدائي” تجاه الجزائر، في ظل التوترات المستمرة مع فرنسا والمغرب.
صنصال، الذي اشتهر بمواقفه المعارضة للنظام الجزائري، كان قد أشار في مقابلات وتصريحات إعلامية إلى أن مناطق مثل تلمسان ووهران وبسكرة كانت تاريخيًا تابعة للإمبراطورية المغربية، وأن فرنسا الاستعمارية ضمت هذه المناطق للجزائر قبل استقلالها عام 1962.
كما أوضح أن الجزائر طلبت دعم المغرب في نضالها ضد الاستعمار الفرنسي مقابل وعد بإعادة الأراضي المقتطعة، وهو وعد نُكث لاحقًا، مما أدى إلى اندلاع حرب الرمال عام 1963 بين البلدين.
بالإضافة إلى ذلك، وصف صنصال المغرب بأنه “دولة عظمى ذات تاريخ ممتد لأكثر من 12 قرنًا”، مقارنة بالجزائر التي وصفها بأنها “دولة بلا هوية واضحة”، وهو ما أثار غضب السلطات الجزائرية التي اعتبرت تصريحاته محاولة لزعزعة الهوية الوطنية.
تعليقات( 0 )