صادقت بلدية “إلكاسار” الواقعة في محافظة غوادالاخارا الإسبانية، على مقترح قدمه حزب “فوكس” اليميني المتطرف، يقضي بإلغاء برنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية في المدارس العمومية، وهو برنامج يستهدف بالأساس التلاميذ من أصول مغربية، الذي كان مفعلا منذ سنوات بين وزارة التعليم الإسبانية والحكومة المغربية.
وأوضح تقرير نشرته صحيفة “La Gaceta” الإسبانية، أن المقترح جرى تمريره، بعدما حظي بتأييد سبعة أعضاء في المجلس البلدي، ينتمون إلى حزبي “فوكس” و”الحزب الشعبي”، مقابل خمسة أصوات رافضة (أربعة من الحزب الاشتراكي وعضو آخر من تحالف “Unidas por El Casar”)، فيما امتنع عضو آخر عن التصويت، وغاب أربعة أعضاء عن الجلسة.
وعلى الرغم من أن البرنامج يُقدم بشكل اختياري وخارج أوقات الدراسة الرسمية، إلا أن حزب “فوكس” المعروف بعدائه الشديد للمغرب والمغاربة والمهاجرين، وصف هذا البرنامج التعليمي بـ”الاختراق الأيديولوجي” للمدرسة العمومية الإسبانية، معربا عن تحفظه على تأطير البرنامج من قبل مدرسين ترسلهم الحكومة المغربية.
وطالب مقترح حزب “فوكس”، وزارة التعليم الإسبانية بإيقاف البرنامج على الصعيد الوطني، مع منح الأولوية للمراكز التعليمية الواقعة في إلكاسار وغوادالاخارا، كما دعا إلى عدم السماح بتنفيذ أي نشاط ممول أو مدعوم من حكومات أجنبية في المؤسسات التعليمية العمومية إلا في حال خضوعه لمراقبة مباشرة من طرف السلطات الإسبانية.
أوضحت المتحدثة باسم حزب “فوكس”، أولغا غونثاليث، في مداخلتها خلال الجلسة، أن التعليم العمومي يجب أن يستند إلى ما أسمته “القيم الدستورية والتربوية الإسبانية”، وأضافت: “إسبانيا يجب أن تبقى بلدا منفتحا، دون أن تفقد هويتها الثقافية. لا يمكننا القبول بتذويب هذه الهوية من أجل اعتبارات دبلوماسية أو أجندات كونية”.
وأبدت بلدية “إلكاسار” عزمها اتخاذ مبادرات مؤسساتية وتربوية، بموجب القرار الجديد، تروم ترسيخ ما وصفته بـ”القيم الأساسية للحضارة الغربية والمسيحية”، مبرزة أنها أحالت نص القرار إلى الجهات الرسمية المعنية، من بينها حكومة إقليم كاستيا لا مانتشا، ووزارة التعليم، وإدارات المدارس المحلية، وجمعيات أولياء الأمور.