تبدأ القوات المسلحة الملكية المغربية، غدا الأحد، واحدة من أضخم وأطول المناورات العسكرية البحرية في تاريخها، حيث ستمتد على مدار 3 أشهر متواصلة، من فاتح شتنبر 2024 إلى غاية نهاية السنة الجارية، وذلك في المنطقة البحرية الواقعة بين سواحل الصحراء المغربية وجزر الكناري الخاضعة للسيادة الإسبانية.
ووفق المعطيات التي توصلت إليها جريدة “سفيركم” الإلكترونية، فإن المناورات البحرية ستنطلق من أكادير وستُجرى أيضا قبالة العيون والداخلة، وستستعمل القوات المسلحة الملكية الذخيرة في العديد من التداريب البحرية التي سيتم خلالها محاكاة مواجهات عسكرية.
وتعود القوات المسلحة الملكية المغربية لإجراء هذه المناورات بعد توقف دام 3 أشهر، حيث كانت قد اجرت مناورات عسكرية بحرية في نفس المنطقة البحرية على الواجهة الأطلسية، بين أبريل وماي الماضيين، غير أن هذه المرة ستكون أطول زمنيا وأوسع.
ووفق العديد من الخبراء السياسيين والعسكريين، فإن إجراء القوات المغربية لهذه المناورات العسكرية في هذه المنطقة البحرية، تحمل في طياتها العديد من الدلالات والرسائل، وأبرزها التأكيد على سيطرة المغرب وسيادته على الأقاليم الصحراوية والحدود البحرية لهذه المنطقة.
وتأتي هذه المناورات بالتزامن مع تزايد الدعم الدولي لسيادة المغرب على الصحراء، خاصة بعد انضمام فرنسا إلى الدول الداعمة لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا وإسرائيل.
وتثير هذه المناورات العسكرية بالقرب من جزر الكناري، قلق المسؤولين الكناريين الإسبان في المنطقة، حيث طالبوا في الفترة الأخيرة من مدريد بتقديم توضيحات حول هذه المناورات وما إذا كانت تشكل خطرا على جزر الكناري.
وكانت وزارة الخارجية الإسبانية، قد خرجت ببيان توضيحي موجه إلى مسؤولي جزر الكناري، تطمئنهم بأن تلك المناورات تبقى بعيدة عن الحدود البحرية للجزر، وبالتالي فإنه لا يوجد أي داع للقلق.
لكن بالرغم من تلك التطمينات، عاد سياسيون في جزر الكناري، في الأيام الماضية، وبالأخص من حزب الائتلاف الكناري، لمطالبة إسبانيا باتخاذ إجراءات بشأن تلك المناورات المغربية، بدعوى أن تلك المناورات تشكل خطرا على الأحياء البحرية القريبة من الجزر، غير أن مدريد تجاهلت هذه المرة تلك المطالب.
ويُشار إلى أن المغرب يهدف أيضا من خلال هذه التداريب إلى الرفع من مهارات وقدرات قواته المسلحة البحرية، ولا سيما أن المغرب يُعتبر من البلدان التي تتوفر على شريط ساحلي طويل جدا يتطلب يقظة وقوة بحرية قادرة على التصدي لكافة التهديدات.
تعليقات( 0 )