أعلنت وزارة النقل في جنوب إفريقيا أن أول دفعة من المواطنين البيض الذين حصلوا على صفة لاجئين من الولايات المتحدة، ستغادر مساء اليوم الأحد من مطار جوهانسبورغ، وهي الخطوة التي أثارت جدلا سياسيا ودبلوماسيا واسعا بين البلدين.
وأوضحت تقارير إعلامية دولية، أن هذه الخطوة تأتي بعد إعلان دونالد ترامب، عن نيته منح صفة اللاجئين لـ”الأفريكانرز”، وهم مواطنون من جنوب أفريقيا ينحدر أغلبهم من أصول هولندية وفرنسية وألمانية، معتبرا أنهم يتعرضون للتمييز العنصري في بلادهم.
وقال كولين مسيبي، المتحدث باسم وزارة النقل الجنوب أفريقية، إن الرحلة المقررة تقل 49 شخصا وستتجه في البداية إلى واشنطن ثم إلى تكساس، مؤكدا أن بلاده لم تتلق أي طلبات أخرى لرحلات مماثلة.
وكانت حكومة جنوب إفريقيا قد عبّرت عن قلقها بعد تداول تقارير إعلامية تفيد بقرب استقبال أمريكا للاجئين الأفريكانرز، مشددة على أن الادعاءات المتعلقة بالتمييز لا أساس لها من الصحة ولا تستند إلى الواقع.
وتأتي هذه الخطوة في فترة تمر فيها العلاقات الأمريكية الجنوب إفريقية من أزمة توتر، لا سيما بعد اتخاذ الولايات المتحدة قرار طرد السفير الجنوب إفريقي في شهر مارس الماضي.
وترجع أزمة التوتر بين البلدين، إلى قانون مصادرة الأراضي دون تعويض، الذي تعمل جنوب إفريقيا على إقراره، والذي تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أنه سيسمح لحكومة جنوب إفريقيا بالاستيلاء على الممتلكات الزراعية للأقلية العرقية الأفريكانية دون تعويض.
وكانت قد أشارت إحصائيات رسمية، إلى أن أقلية البيض، التي تشكل نسبة 7% من ساكنة جنوب إفريقيا، كانت تمتلك حتى وقت قريب أكثر من 70% من الأراضي الزراعية.
وكان ترامب قد أثار جدلا كبيرا حين شبه الوضع في جنوب إفريقيا بـ “الإبادة الجماعية”، زاعما أن المزارعين البيض يُجردون من أراضيهم ويتعرضون للقتل، وهي تصريحات نفتها جنوب إفريقيا.
وفي مارس الماضي، صرّح ترامب أن بلاده ستمكن المزارعين البيض من الحصول على الجنسية الأمريكية بسرعة، في خطوة اعتبرها البعض تمييزا واضحا في سياسة الهجرة الأمريكية المشددة، التي شملت تعزيز المراقبة على الحدود المكسيكية، وزيادة عمليات الترحيل.
من جانبها، اعتبرت حكومة جنوب أفريقيا أن استقبال واشنطن للأفريكانرز كلاجئين ينطوي على “دوافع سياسية”، متهمة إياها بالتشكيك في نظامها الدستوري، لكنها أكدت في الوقت ذاته أنها لا تعارض مغادرة أي من مواطنيها للبلاد إذا رغبوا في ذلك.