عاشت المدن المغربية، ليلة السبت-الأحد، على وقع احتفالات واسعة برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2974، في سياق الاعتراف الرسمي بهذا اليوم، عيدا وطنيا وعطلة رسمية مؤدى عنها.
وحسب ما توصل به منبر ’’سفيركم’’ من صور ومقاطع فيديو، فإن الاحتفال شمل المدن والقرى المغربية، وطبعتها الرسمية بعدد من مؤسسات الدولة، التي احتضنت ندوات فكرية وسهرات فنية، أحياها الفنانون المغاربة الناطقون بالأمازيغية.
وتأتي احتفالات السنة الجديدة، تماشيا مع الخطوة الملكية، القاضية، بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية في المغرب.
وجاء في بلاغ سابق للديوان الملكي أن: “الملك أمر بجعل هذه العطلة مؤدى عنها؛ على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية”.
وفي هذا الإطار، يضيف المصدر ذاته، أصدر الملك محمد السادس توجيهاته إلى رئيس الحكومة قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي السامي.
ويأتي هذا القرار، حسب الديوان الملكي، “تجسيدا للعناية الكريمة التي ما فتئ يوليها الملك محمد السادس للأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء. كما يندرج في إطار التكريس الدستوري للأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية”.
تاكلا وأوركيمن
وفي سياق متصل، قالت فاطمة تيدال، الناشطة والفاعلة المدنية بمدينة تارودانت، إن طقوس الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، تختلف من منطقة إلى أخرى، إلا أن ما يجمع الأسر الأمازيغية خلال المناسبة، وجبة تاكلا (العصيدة) و”أوركيمن” و”بركوكش” بالطريقة التقليدية.
وأضافت تيدال، في حديثها مع موقع “سفيركم”، أن الاحتفال يمتد إلى ساعات متأخرة من ليلة يوم 13 يناير، حيث تقام حفلات أحواش، وتردد أهازيج ترحب بالسنة الجديدة،
وأشارت الفاعلة المدنية إلى أن “أحواش وأحيدوس، يشكلون أساس السهرات التقليدية، قبل أن تظهر الفرق الموسيقية العصرية التي أصبحت هي المسيطرة على كافة السهرات الفنية المنظمة بالمناسبة”.
وأرجعت الناشطة الأمازيغية هذا التحول إلى “التطور الذي عرفته البلاد والثورة التكنولوجية، بالإضافة إلى الموجة الشبابية التي فرضت نفسها بقوة، على منصات التواصل الاجتماعي”
احتفال برمزية تاريخية
ومن جانبه، قال حسن أكنتاح، الباحث في الثقافة الأمازيغية، إن احتفال الأمازيغ بالمغرب وباقي بلدان شمال إفريقيا، له “دلالات ورمزية تاريخية متجذرة في التاريخ”.
وأضاف أكنتاح في حديثه لموقع “سفيركم”، أن “الأمازيغ يجسدون باحتفالهم، عراقة شعوب المنطقة، وعلاقتها بالأرض، كباقي الشعوب الأصلية”.
وأكد المتحدث على أن ” الاحتفال كان يقتصر على نخبة الحركة الأمازيغية، على شكل تجمعات داخل مقرات الجمعيات، والآن أصبح الجميع محتفلا كل على طريقته الخاصة، وأخذ طبعا بفضل نضالات الحركة الأمازيغية والإرادة الملكية”.
تعليقات( 0 )