أوضح الدكتور والإعلامي المغربي الأمجد ناجي، أن التكريم الذي حظي به من قبل المركز الوطني محمد السادس للمعاقين، ينم عن الاعتراف والتحفيز، لا سيما وأنه من صرح يرأسه الملك محمد السادس، مؤكدا أن اختيار قضية الإعاقة لتكون جزء من رسالته الإعلامية، يفسر بكون القنوات والمحطات الإذاعية تتعامل معها كنوع من الديكور والاكسسوار وتلتفت إليها فقط في المناسبات.
وكشف الإعلامي والخبير في التواصل والتربية والتنمية الذاتية، الدكتور ناجي الأمجد، في حوار أجراه معه موقع “سفيركم” الإلكتروني، عن دلالات تكريمه من قبل المركز الوطني محمد السادس للمعاقين، متوقفا عند شعوره بالتقصير في خدمة قضية الإعاقة رغم جهوده، كما كشف عن دوافع تفرغه الكامل لهذه القضية وأسباب جعلها محور رسالته الإعلامية، ناهيك عن رسائله للصحافيين والإعلاميين الراغبين في السير على خطاه.
وهذا نص الحوار الذي أجراه موقع سفيركم الإلكتروني مع الدكتور الأمجد ناجي:
ما الذي يمثله لك التكريم الذي حظيت به من قبل المركز الوطني محمد السادس للمعاقين؟
حينما أفكر في سؤال ما الذي يمثله لي هذا التكريم، فهو من نوع خاص، وبطعم خاص، وفي ظرف خاص، لأنه جاء من قبل وعلى يد مؤسسة عتيدة معترف بها على رأس هرم الاشتغال في مجال الإعاقة بصفة عامة، هذا الصرح الذي يرأسه صاحب الجلالة وسميت المؤسسة باسمه يعني لي الشيء الكثير، حيث يعكس نوعا من الاعتراف والتحفيز والقوة الاقتراحية التي يشتغل عليها هذا المركز بمؤسساته الأكاديمية وبمجلسه الإداري، حيث أنه يضم خيرة من يشتغل في هذا المجال، وكمحترفين وكخبراء وكأكاديميين حينما يمنحونك هذا التكريم أو هذا الاعتراف أو هذا الوضع الاعتباري، يعني أنك ربما على السكة، وربما تشتغل لصالح هذه الفئة بشكل أو بآخر.
لماذا وصفت في تدوينتك على منصة “الفايسبوك” المجهودات التي بذلتها في خدمة قضايا الإعاقة بـ”المُقِلة”؟
دعيني أقول لكِ أولا أننا حينما نشتغل في هذا المجال، نحس دائما أننا لم نقدم شيئا، ولن نقدر ولن نستطيع على تقديم ما يلزم هذه الفئة، لأن هذه الفئة عانت التهميش، وعانت اللاعتراف واللامبالاة إلى جانب النظرة الدونية التي ينظر إليها المجتمع، لكن من خلال هذه السنوات الأخيرة، وخصوصا هذه العشرية الأخيرة، بعد إنشاء مؤسسة محمد السادس للمعاقين، بدأت الرؤى تتغير، وبدأت المعاني التي تحملها هذه الفئة كذلك تتغير، ولهذا كان البون شاسعا بيننا وبينهم، ورأينا أن مسألة تجسير هذه الهوة لا بد لها من اشتغال جاد ومؤطر، ولهذا استعملت كلمة أنني “مُقِل” فبعد مضي ثلاث سنوات وأنا أشتغل في برنامجي هذا، شعرت بأن هناك المزيد مما يجب أن نشتغل عليه ومما يجب أن نقدمه لهذه الفئة، لا سيما وأن لها خصوصيات كبرى وهامة سواء على مستوى الإعاقة الذهنية أو على مستوى الإعاقة الجسدية، أو على طيف التوحد الذي يعتبر اللون الأكثر تمثيلية في خارطة الإعاقة بالمغرب، والعدد بطبيعة الحال يفوق مليوني شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة بالمغرب.
وما هو سبب تبنيك قضايا الإعاقة كجزء من رسالتك الإعلامية؟
لما التفتت يمينا وشمالا وجدت أن قنواتنا ومحطاتنا الإذاعية، ربما تلتفت إلى الإعاقة كنوع من الديكور أو نوع من الأكسسوار، ليست لها برامج قارة أو بينية، وليست لها استراتيجية حتى لمتابعة قضايا الإعاقة أو تحديثها وتحديث معطياتها وإحصائيتها، فهي تشتغل بالمناسبات في كثير من الأحيان، مثلا في اليوم الوطني للمعاق أو ليوم الوطني للتوحد، وبالتالي لا يمكن أن نعطيها حقها، ولا يمكن أن نقول إننا نشتغل في عمق قضية الإعاقة وفي صميم الإعاقة، ولهذا وجدتني مضطرا لأن أتفرغ لهذا المجال، ولهذا الميدان الذي أسأل الله تعالى أن يعينني عليه وأن يتقبله مني رغم أنني مقل ومقصر.
ما هي الرسالة التي تود توجيهها للصحافيين والإعلاميين الراغبين في تسليط الضوء على قضايا الإعاقة؟
أدعو الصحفيين والإعلاميين ومن يشتغل في هذا المجال، أولا؛ أن يجدد ثقافة الإعاقة، فمجال الإعاقة يتطور في العالم، لنأخذ على سبيل المثال مسألة التوحد الذي قفز قفزة نوعية في البحث الأكاديمي والعلمي، فصار للتوحد متخصصون وعلاجات وبروتوكولات خاصة في المتابعة والمصاحبة، وبالتالي أدعو الإعلاميين أن يكونوا في المقدمة، وأن يكونوا في مستوى الحدث، بتجديد المعلومات والمعارف والخبرات والتقنيات والاطلاع على أهم الأبحاث التي تنجز، حتى إذا ما هموا بتقديم برامج أو إنجاز تقارير، يكونوا فعلا في المستوى ويكونوا حديثي المعطيات العلمية أو الإحصائيات كي يقدموا خدمة ما لهذا المجتمع، أو على الأقل ليعينوه على تغيير نظرته الدونية أو القدحية أو مواقفه التنمرية أو جهله في أحسن الأحوال عن ماهية التوحد مثلا، وبالتالي لا نعذر كإعلاميين وصحافيين إذا جهلنا البحث وجهلنا المعرفة حول هذا المجال وحول هذه القضايا، فرجاء أن نكون في مستوى هذه الفئة، وتطلعاتها وانتظاراتها وانتظارات المجتمع وذوي هؤلاء الذين يحملون الإعاقة، لأنهم ينتظرون كثيرا من الإعلام ومن الإعلاميين ومن الصحافة ككل، وموقفكم هذا والتفاتتكم هذه ربما تضاف إلى سجل منجزاتكم واهتماماتكم بذوي الإعاقة وقضايا الإعاقة بصفة عامة.