منذ اليوم الأول للحرب الروسية-الأوكرانية في فبراير 2022، ارتدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ملابس ذات طابع عسكري، وغالبا ما يظهر بقميص أخضر أو كنزة سوداء تعبيرا عن تضامنه مع الجنود في الخطوط الأمامية.
وفي بعض المناسبات، ارتدى زيلينسكي أيضا “فيشيفانكا” الأوكرانية التقليدية ذات اللون الأخضر العسكري، وهي القميص الوطني المطرز.
ولم يغير زيلينسكي شيئا من ملابسه خلال لقائه مع ترامب يوم الجمعة.
وأثناء المصافحة بين ترامب وزيلينسكي خارج البيت الأبيض، قبل أن تتحول محادثتهما إلى مشادة حادة، علق ترامب على قميص زيلينسكي الأسود وسرواله قائلا، “لقد ارتديت أجمل ملابسك من أجلي”، في سخرية من ملابس زيلنسيكي البسيطة مقارنة بلقاء بين رئيسين.
وبعد دخولهم المكتب البيضاوي، وجه صحفي أمريكي يميني سؤالا إلى زيلينسكي حول ملابسه، قائلا، “لماذا لا ترتدي بدلة؟ أنت في أهم إدارة في هذا البلد، ومع ذلك ترفض ارتداء بدلة!” ثم أضاف: “هل تملك حتى بدلة؟”.
ورد زيلينسكي مازحا “أمتلك بالفعل بدلة، ربما أجمل من بدلتك”، وأضاف، مستخدما الكلمة الأوكرانية للبدلة، “سأرتديها بعد انتهاء هذه الحرب”.
وفي الأيام التي تلت اللقاء، تمسك العديد من أنصار ترامب بفكرة أن زيلينسكي هو من بدأ الجدال في البيت الأبيض، مستدلين على ملابسه كدليل على إهانته لمضيفيه.
لكن في أوكرانيا، اعتُبر انتقاد ملابس زيلينسكي إهانة كبيرة للأمة الأوكرانية وكل ما عانته خلال السنوات الثلاث الماضية.
وبالرغم من كل الشكاوى التي أعرب عنها الأوكرانيون منذ الانتقاد العلني الذي تعرض له رئيسهم في المكتب البيضاوي يوم الجمعة، فإن التعليقات حول ملابس رئيسهم كانت الأشد وطأة عليهم.
ونشر حساب وزارة الخارجية الأوكرانية على إنستغرام مجموعة من الصور تحت عنوان: “الأوكرانيون لديهم بدلاتهم”.
وجاء في المنشور، “مئات الآلاف من الأوكرانيين استبدلوا ملابسهم الرسمية الأنيقة بالزي العسكري لحماية منازلهم وعائلاتهم. وبالنسبة لآخرين، أصبحت الملابس اليومية رمزا لمهمة حياة، وتضحية، وإنقاذ الأرواح”.
وأظهرت الصور جنودا أوكرانيين بكامل تجهيزاتهم، وطبيبا مغطى بالدماء بعد قصف مستشفى، وطيارا مقاتلا، وعمال إنقاذ يحملون مدنيا من مبنى مُدمر، ومسعفا ميدانيا يحمل حقيبة إسعافات أولية، ورجال إطفاء، وعمال طاقة في مصنع تعرض للقصف.
واختتمت الصور بصورة لرجل وامرأة في عرض أزياء يرتديان ملابس أوكرانية مصممة محليا، فيها الرجل مبتور الساقين ويستخدم ساقين اصطناعيتين، بينما تستعرض المرأة ساقها الاصطناعية بفخر.