أكدت تقارير صحفية إسبانية أن حكومة مدريد، بمشاركة الحكومات الإقليمية، تسعى إلى تبني خطط المغرب لمواجهة الجفاف، خاصة من خلال زيادة عدد محطات التحلية.
وأبدت إسبانيا اهتماماً بخطط المغرب في هذا المجال، حيث تهدف إلى اعتماد استراتيجيات مشابهة لتلك المعتمدة مغربياً لتحسين إدارة مواردها المائية، في إطار الجهود المبذولة لمواجهة التحديات الناجمة عن نقص المياه في شبه الجزيرة الإيبيرية.
وذكرت التقارير الإسبانية أن المغرب سيحتضن أكبر محطة لتحلية المياه في إفريقيا، والثانية على مستوى العالم من حيث الحجم، بطاقة إنتاجية تبلغ 822,000 متر مكعب يومياً. ستُقام هذه المحطة على الساحل الأطلسي بالقرب من العاصمة الرباط، وستسهم في تلبية احتياجات إمدادات المياه في منطقتي الرباط-سلا-القنيطرة وفاس-مكناس.
وبحسب المصادر الإسبانية، فإن هذه السياسة هي تحديداً ما تسعى إسبانيا إلى تقليده، إذ دفعت موجة الجفاف التي أثرت على بعض مناطق البلاد، مثل كاتالونيا والأندلس، إلى دق ناقوس الخطر، كما تم وضع خطط لنقل المياه العذبة من فالنسيا إلى كاتالونيا.
كما أفادت التقارير الإسبانية بأن منطقة كاتالونيا، بقيادة رئيسها سلفادور إيلا، ترغب في تنفيذ خطة لإنشاء محطات تحلية، في محاولة للتغلب على أزمة الجفاف.
وتأتي الخطط الإسبانية في وقت اضطر فيه المغرب للجوء لتحلية مياه البحر، بعد أن شهدت المملكة ست سنوات من الجفاف، مما أدى إلى تراجع مخزون السدود ليصل إلى 29٪ فقط من طاقتها الاستيعابية، وهو ما أثر سلباً على إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية وتسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، الأمر الذي انعكس بشكل كبير على الاقتصادات الإقليمية.
وفي تصريح خاص لـ”سفيركم”، أكد المهندس الزراعي والناشط البيئي محمد بنعطا أن تحلية مياه البحر أصبحت ضرورة ملحة، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المملكة من جفاف وندرة المياه المستمرة منذ سنوات.
وأضاف بنعطا أن المغرب لجأ خلال السنوات الأخيرة إلى اعتماد تحلية مياه البحر بعد تفاقم مشكلة الجفاف ونقص الموارد المائية الضرورية للري، مما أثر سلباً على الزراعة، حيث تعتمد 80٪ من الأراضي الزراعية في المغرب بشكل رئيسي على الري ومياه الأمطار.