أثارت زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية إلى المغرب، وبالأخص إلى الصحراء المغربية، غضبا كبيرا لدى أصحاب القرار في قصر المرادية، وقد أقرت وزارة الخارجية الجزائرية بأن هذه الزيارة شكلت “استفزازا” للجزائر في بلاغ أصدرته اليوم الثلاثاء.
وما أزعج الجزائر أكثر، هو أن زيارة داتي إلى المغرب قطعت فرحتها بفوزها بمنصب نائب رئيس المفوضية الإفريقية الذي اعتبره “انتصارا ديبلوماسيا كبيرا” على المغرب، وقد تغنت به الصحافة الجزائرية على نطاق واسع منذ يوم الأحد الماضي.
ولاحظ متتبعون كيف تحولت الصحافة الجزائرية في الساعات الماضية، من التغني بذلك “الانتصار الدبلوماسي” في الاتحاد الإفريقي، إلى تبني نبرة غاضبة ومنتقدة ضد فرنسا والمغرب بسبب زيارة رشيدة داتي إلى الصحراء المغربية.
ووفق ما يرى الكثير من المتتبعين، فإن فرحة الصحافة الجزائرية بفوز سلمى مليكة حدادي الجزائرية بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، كان من الممكن أن تدوم طويلا، لولا الزيارة التي قامت بها الوزيرة الفرنسية المذكورة إلى المغرب، والتي تسببت في قطع هذه الفرحة.
من جهة أخرى، يرى مهتمون بالعلاقات المغربية الجزائرية، أن زيارة داتي إلى المغرب، وانتقالها إلى إقليم الصحراء، كأول مسؤول حكومي فرنسي يقوم بذلك في التاريخ، هو انتصار ديبلوماسي مغربي “حقيقي” في قضية الصحراء، بعيدا عن الانتصارات “الوهمية” التي تروج لها الجزائر.
وأضافت المصادر نفسها، أن هذه الخطوة تُؤكد بأن فرنسا عبرت الخط بدون رجعة في هذا الملف، وبدأت في ترسيخ الجملة الشهيرة لماكرون “فرنسا ترى أن حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان تحت السيادة المغربية”، في حين لازالت تأمل الجزائر بأن ضغوطها على باريس ستدفعها إلى التراجع عن موقفها.