رغم الهيمنة الإسبانية والإيطالية على صادرات البطيخ نحو أسواق الاتحاد الأوروبي، تمكن المغرب من الحفاظ على مركزه الثالث ضمن أبرز الموردين خلال الموسم الفلاحي 2024/2025، وفقا لبيانات حديثة صادرة عن منصة “هورتو أنفو” المتخصصة في رصد المبادلات الزراعية الأوروبية.
وقد أظهرت المعطيات أن المغرب صدر نحو 158.86 مليون كيلوغرام من البطيخ إلى دول الاتحاد الأوروبي، ما يمثل 9.6 في المائة من إجمالي الواردات الأوروبية، بعائدات مالية بلغت 177.44 مليون يورو، بلغ متوسط سعر الكيلوغرام الواحد 1.12 يورو، وهو الأعلى مقارنة بباقي الدول الموردة الرئيسية، ما يعكس تزايد الطلب على المنتوج المغربي.
إضافة إلى ذلك،أكدت الأرقام أن السعر الذي بيع به البطيخ المغربي فاق نظيره الإسباني بنسبة 33.33 في المائة، وتجاوز السعر الإيطالي بنسبة 75 في المائة، في مؤشر على الجودة العالية للمنتوج المغربي وقدرته على المنافسة رغم ارتفاع الأسعار.
وتربعت إسبانيا على رأس قائمة المصدرين بصادرات بلغت 483.62 مليون كيلوغرام، أي ما يعادل 29.22 في المائة من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي، بعائدات مالية بلغت 407.92 مليون يورو، وبمتوسط سعر يناهز 0.84 يورو للكيلوغرام الواحد.
وجاءت إيطاليا في المرتبة الثانية بصادرات بلغت 184.94 مليون كيلوغرام، محققة عائدات قدرها 117.68 مليون يورو، وبسعر متوسط بلغ 0.64 يورو للكيلوغرام، حيث أشار التقرير إلى أن إسبانيا تفوقت على إيطاليا بنسبة 161 في المائة، وعلى المغرب بنسبة 204 في المائة، فيما تجاوزت صادراتها تلك المسجلة من قبل اليونان وتركيا بنسبة 334 و389 في المائة على التوالي.
وأوضح المصدر ذاته أن إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من البطيخ خلال الموسم الفلاحي 2024/2025 بلغ حوالي 1.654 مليار كيلوغرام، بقيمة مالية إجمالية تقدر بـ 1.303 مليار يورو، وبمتوسط سعر وصل إلى 0.79 يورو للكيلوغرام الواحد.
إلى جانب ذلك، لفت التقرير الانتباه إلى بروز ألمانيا وهولندا ضمن قائمة أكبر خمسة موردين للبطيخ داخل السوق الأوروبية، رغم محدودية إنتاجهما المحلي، موضحا أن ذلك يرتبط بنشاطهما القوي في مجال إعادة التصدير ضمن سلاسل التوريد الأوروبية.
وفي هذا السياق، قال عبد الرزاق الهيري، محلل اقتصادي، إن الاقتصاد الوطني حقق نتائج مهمة خلال الموسم الفلاحي 2024/2025 في ما يتعلق بتصدير مادة البطيخ نحو الاتحاد الأوروبي، رغم المنافسة القوية التي تفرضها دول مثل إسبانيا وإيطاليا المعروفتان بحضورهما البارز في السوق الأوروبية.
وأفاد الهيري في تصريح لجريدة “سفيركم” الالكترونية أن المغرب تمكن من فرض نفسه كمورد رئيسي لهذه المادة داخل الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن هذا الأداء الاقتصادي يحمل دلالات عديدة، من بينها قدرة المنتوج المغربي على منافسة نظرائه الأوروبيين رغم ارتفاع أسعاره مقارنة بالأسعار الإسبانية والإيطالية.
وشدد المتحدث ذاته على أن تفوق البطيخ المغربي يعود إلى جودته العالية من حيث الطعم والحجم والمواصفات الصحية، إضافة إلى احترامه لمعايير السلامة الغذائية، مشيرا إلى أن المناخ المتميز الذي يعرفه المغرب يسهم بدوره في تعزيز جودة هذا المنتوج.
وفي هذا الصدد، أكد الهيري في تصريحه لـ “سفيركم” أن إقبال المستهلك الأوروبي على البطيخ المغربي يعكس إدراكه لقيمته وجودته، ما يجعل هذا المنتوج منافسا قويا داخل الأسواق الأوروبية.