أقرت جبهة البوليساريو بالتأثير الكبير الذي تمارسه فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية داخل مجلس الأمن الدولي في ما يتعلق بملف الصحراء، وهو ما يدحض ما سبق أن ادعته عبر تصريحات مسؤوليها، عندما رددت بأن اعتراف باريس وواشنطن بمغربية الصحراء لن يُغير من طبيعة النزاع ولن يكون له تأثير على مستوى الأمم المتحدة.
هذا الإقرار جاء ضمنيا على لسان، ممثل البوليساريو لدى الأمم المتحدة، محمد عمار، الذي أشار خلال كلمة له أمام ما تُطلق عليه البوليساريو بـ”المجلس الوطني الصحراوي”، (أشار) إلى أن مواقف بعض القوى الكبرى في مجلس الأمن الدولي، وعلى رأسها فرنسا وأمريكا، تعرقل ما وصفه بـ”عملية السلام”، متهما المغرب بتجميد التقدم في الحل.
ووفقا لمهتمين بقضية الصحراء، فإن ما أدلى به عمار هو محاولة من مسؤولي البوليساريو لتبرير الاخفاقات الكثيرة التي تلقتها الجبهة الانفصالية على المستوى الدولي خلال 2024، مقابل تحقيق المغرب لمكاسب واضحة تتجلى في دعم العديد من الدول لمقترح الحكم الذاتي كحل نهائي لنزاع الصحراء.
وشهد العام الماضي، سحب بنما والإكوادور اعترافهما بجبهة البوليساريو، وإعلان البرلمان البراغواياني عن دعمه لسيادة المغرب على الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي، في خطوة توحي بقرب إعلان حكومة الباراغواي عن موقف رسمي في المستقبل القريب.
وحسب عدد من المتتبعين لقضية الصحراء، فإن النجاحات التي حققها المغرب في أمريكا اللاتينية، تُعطي إشارات قوية على قرب إنهاء المغرب لهذا النزاع الذي تصفه الرباط بـ”المفتعل”، بالنظر إلى أن أمريكا اللاتينية، كانت “قلعة حصينة” للدعاية الانفصالية على مدى عدة عقود.
وفي السياق ذاته، أعلنت غانا منذ يومين عن تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع جبهة البوليساريو، مما يُكسب المغرب دعما جديدا على المستوى القاري، ويُقربه أكثر نحو تحقيق مسعى طرد البوليساريو من عضوية الاتحاد الإفريقي، ولا سيما في ظل تواصل سحب الاعتراف بجمهورية “البوليساريو” من طرف الدول الإفريقية.
جدير بالذكر أن العديد من التقارير الإعلامية الدولية تحدثت مؤخرا عن أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يُتوقع أن يُشكل دعما سياسيا قويا للمغرب على المستوى الدولي للدفع في اتجاه إنهاء نزاع الصحراء لصالح المغرب، خاصة أن ترامب كان أول رئيس أمريكي وغربي يقدم على خطوة الاعتراف الكامل بالسيادة المغربية على الصحراء.