يفترض كثيرون أن الاستيقاظ المتكرر ليلا للتبول يعود فقط إلى مشاكل في المثانة، إلا أن طبيب المسالك البولية الأميركي الدكتور جامين براهمبات، أكد أن الأمر قد يكون أكثر تعقيدا من ذلك، محذرًا من تجاهل هذا العرض الذي يُعرف طبيا بـ”التبول الليلي”، حسب ما نقله موقع CNN عربية.
براهمبات، وهو جراح مسالك بولية وجراح روبوتات في أورلاندو هيلث وأستاذ مساعد بكلية الطب في جامعة سنترال فلوريدا، أوضح أنه شخصيًا يعاني من هذه الحالة رغم تمتعه بصحة جيدة، مشيرًا إلى أن الأسباب المحتملة تتنوع بين العادات الغذائية، والتغيرات الهرمونية، واضطرابات النوم غير المشخّصة، وحتى تأثير بعض أنواع الأدوية.
ويُعتبر التبول الليلي أحد أكثر مسببات اضطرابات النوم شيوعًا، وقد يرتبط بعوامل يومية بسيطة كتناول السوائل أو الأطعمة الغنية بالماء قبل النوم، مثل الفواكه والخضروات أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول أو الأعشاب المدرة للبول. وينصح الأطباء بالتقليل من هذه العناصر قبل النوم بساعتين على الأقل لتقليل الأثر على النوم.
من جهة أخرى، أشار براهمبات إلى أن التقدم في العمر يُضعف قدرة الجسم على إنتاج هرمون ADH المسؤول عن تقليل إنتاج البول أثناء الليل. كما أن تغيرات الهرمونات لدى النساء بعد انقطاع الطمث، أو تضخم البروستاتا لدى الرجال، يمكن أن تزيد من التبول الليلي بسبب تأثيرها المباشر على المثانة وقنوات الإخراج.
ولفت الطبيب إلى أن بعض الحالات الصحية المزمنة مثل داء السكري غير المسيطر عليه، وارتفاع ضغط الدم، وانقطاع النفس النومي، قد تكون من العوامل المسببة أيضًا، حيث تؤدي إلى زيادة إنتاج البول أو إلى استيقاظات متكررة يتم تفسيرها خطأ على أنها ناتجة عن امتلاء المثانة.
وختم براهمبات بالتأكيد على أن استمرار التبول الليلي رغم تعديل العادات المسائية قد يكون مؤشرًا على مشكلة أعمق تتطلب مراجعة طبية. ونصح بعدم الاستخفاف بالأعراض، والعمل على تحسين جودة النوم، وضبط توقيت الأدوية، والتواصل مع الطبيب المختص لتحديد السبب الحقيقي وراء هذه الحالة الشائعة.