الجالية المغربية في إيطاليا تستنكر الغموض الذي يلف قضية مقتل مهاجر مغربي

أثارت حادثة دهس مهاجر مغربي في مدينة فياريجيو الإيطالية، انتقادات واسعة من قبل الجالية المغربية، التي استنكرت الغموض الكبير الذي يلف قضية مقتل الهالك المغربي، في الوقت الذي ماتزال فيه سيدة الأعمال التي دهسته حرة طليقة.

واستطاعت هذه القضية، أن تحظى باهتمام الجالية المغربية في إيطاليا، وتتصدر التريند في منصات التواصل الاجتماعي، بعد انتشار أنباء عن مقتل المهاجر المغربي، الذي لقي حتفه نتيجة نزيف حاد جراء تمزق في الشريان الأورطي البطني، بعد أن دهسته سيدة أعمال إيطالية تدعى تشينزيا ديل بينو في مدينة فياريجيو.

صورة سيدة الأعمال الإيطالية، المتهمة بقتل المهاجر المغربي

صورة سيدة الأعمال الإيطالية، المتهمة بقتل المهاجر المغربي

وقد تناولت بعض الصحف الإيطالية، خبر مقتل المهاجر المغربي من زاوية مختلفة، مشيرة إلى أن سيدة الأعمال الإيطالية، البالغة من العمر 65 سنة، قد دهست المهاجر المغربي بسيارتها الفاخرة رباعية الدفع من نوع “مرسيديس”، بعدما سرق حقيبتها، التي كانت قد وضعتها في مقعد سيارتها.

وذكرت تقارير إعلامية إيطالية أخرى، أنه تم وضع سيدة الأعمال الإيطالية تحت الحجز، ليتقرر فيما بعد وضعها تحت الإقامة الجبرية فقط، بعد جلسة استجواب خاصة.

وفي تصريح إعلامي، قدمه إنريكو مارزادوري، محامي سيدة الأعمال، أكد أن نتائج التشريح أوضحت وجود “اصطدام متكرر” بين السيارة والمهاجر، مبرزا أنه لا توجد آثار للدهس، مثل علامات إطارات أو مرور السيارة فوق جسد الضحية، وذلك في الوقت الذي وثقت فيه كاميرات المراقبة للحادث، والذي يظهر صدم السيدة للمغربي أربع مرات متتالية، ما أدى في النهاية إلى سحقه أمام واجهة محل تجاري، لتظهر الأخيرة وهي تسترد حقيبتها وتغادر المكان دون الاكتراث لحال الضحية.

ومن جانب آخر، زعمت رواية بعض المواقع الإيطالية أن الهالك المغربي كان يعيش في إيطاليا باسم مستعار، فقد كان معروفا لدى السلطات الإيطالية بأنه جزائري يدعى “سعيد مالكون”، ويبلغ من العمر 47 عاما، بينما يُعتقد أن اسمه الحقيقي هو “نور الدين نازكي”، وهو مغربي يبلغ من العمر 52 عاما.

ولفتت المصادر المذكورة أن الاسم المستعار قد ظهر في قواعد البيانات الرسمية، وله سجلات جنائية متعددة تتعلق بجرائم السرقة، والطرد والاحتجاز، في الوقت الذي ما تزال فيه نتائج التحقيق الرسمي والنهائي، التي من الممكن أن تؤكد أو تنفي المزاعم المتداولة، لم تخرج بعد.

وبدوره، قال إنريكو كاربوني، المحامي الذي سبق ودافع عن المغربي في مناسبات مختلفة، في تصريح لصحيفة “The Times” في نسختها الإيطالية: “كنت أراه في كثير من الأحيان يتسكع حول مكتبي وعلى درجات الكنيسة المحلية، ويتجول من مكان إلى آخر، لكنه لم يكن خطيرا”.

صورة متداولة من قبل الصحافة الإيطالية، توثق لأفراد من أسرة الهالك

صورة متداولة من قبل الصحافة الإيطالية، توثق لأفراد من أسرة الهالك

وعلى جدار أحد مواقع البناء في المدينة، كُتبت عبارات تندد بإطلاق سراح السيدة من الحجز ووضعها تحت الإقامة الجبرية فقط، وتقول العبارة المكتوبة بخط عريض مع رشاش أسود: “من يملك المال يملك السلطة، القانون لا يحمل المساواة للجميع. ارقد بسلام سعيد مالكون”.

وما تزال نقاشات عناصر الجالية المغربية مستمرة على وسائل التواصل الاجتماعي، بين من يتفهمون رد فعل السيدة ودفاعها عن نفسها بسبب حالة الطوارئ الأمنية على الساحل، وبين من يرون أن تصرفها كان مبالغا فيه، وينم عن عداء واضح للمهاجرين، وأن الأمر لم يكن يتطلب صدمه بالسيارة أربع مرات متتالية.

تعليقات( 0 )