وصفت الصحيفة الإسبانية ’’أتليار’’، الخطاب الجزائري الموجه إلى المغرب بخصوص إعادة إحياء المغرب العربي، وتوطيد العلاقات بين البلدين، بالمتناقضة والمدسوسة بالسم، في سياق يدعم فيه قصر المرادية تنظيم ’’جبهة البوليساريو’’ ويواصل الدفاع عنه في الأمم المتحدة.
وأوضح المصدر ذاته، أن ’’الجزائر لا تنوي التنازل عن قضية الصحراء، رغم إبداء استعدادها لتقريب المواقف مع المغرب الذي قطعت علاقاتها الدبلوماسية معه منذ أكثر من عامين، مضيفا أنه بهذه الطريقة ’’تواصل الجزائر تحدي السلامة الإقليمية للمغرب وتعميق الفجوة بين الإدارتين”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “التناقضات الجزائرية تتمثل في إعراب الرئيس عبد المجيد تبون، مرة أخرى، عن دعمه لجبهة البوليساريو خلال خطابه الأخير أمام البرلمان الجزائري، كما فعل ذلك مع القضية الفلسطينية، التي حاول دائما أن يربط بينهما، رغم الخلافات الواضحة بينهما”.
وقالت الصحيفة الإسبانية: ’’صحيح أن الاعتداءات على المغرب، ليست مفاجئة في ظل الخلافات بين البلدين، إلا أنها تخالف كلام وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، الذي أكد قبل أيام على أن بلاده يمكن اعتبارها أكثر ميلا للبحث عن حل سريع للأزمة مع المغرب”.
“وأكد وزير الخارجية الجزائري على أن بلاده تدرك، كغيرها من الدول، بناء المغرب العربي والأخوة، إلا أن كلماته لا تتفق مع لفتات الرئيس، ناهيك عن الإجراءات التي قامت بها حكومته في السنوات الأخيرة. دائما، وعلى نحو متزايد، الجزائريون بعيدون عن تلك الرغبة الأخوية في توحيد بلدان المنطقة المغاربية’’، على حد تعبير الصحيفة.
وبعد أيام قليلة فقط من خطاب وزير الخارجية الجزائري، يتابع المصدر، عاد تبون مرة أخرى، بتصريحات “يعرف أنها تمثل خطًا أحمر للمملكة المغربية”..
وذكرت الصحيفة الإسبانية، أن الجزائر “استخدمت جزء كبيرا من دخلها وثقلها الدبلوماسي في إفريقيا للضغط على جبهة البوليساريو ودعمها في جهودها لزعزعة استقرار الصحراء”.
وأبرز المصدر ذاته، أنه بالرغم من التحديات المستمرة التي تفرضها الجزائر، فقد أظهرت الرباط مراراً وتكراراً استعدادها لتقريب المواقف مع منافستها الإقليمية، من خلال خطابات الملك محمد السادس، الذي عبر عن هذه الرغبة بالفعل في خطابه بمناسبة عيد العرش.
وسجلت “أتليار” أن المغرب “يدرك أنه على الرغم من ترسيخ مكانته كزعيم إقليمي لبعض الوقت، فإن الشراكة مع الجزائر ستؤدي في نهاية المطاف إلى استقرار شمال أفريقيا، وبهذه الطريقة، فإنها ستفتح نافذة من الفرص لمواصلة النمو وزيادة قوة نفوذها على جميع المستويات، إلا أنه يصطدم دائما بالموقف المتزمت للنظام الجزائري”.
تعليقات( 0 )