كشفت الصحافة الجزائرية الرسمية، اليوم الأحد، أن وزارة الخارجية قامت باستدعاء السفير الفرنسي، ستيفان روماتي، على خلفية اتهامات بمحاولة فرنسا “زعزعة استقرار الجزائر”.
وجاء هذا الاستدعاء بعدما اتهمت الجزائر في تقرير قامت ببثه على قنواتها الرسمية، المخابرات الفرنسية، بتجنيد مجموعات مسلحة متطرفة بالجزائر، لخلق الاضطرابات بالبلاد.
وبثت قناتان جزائريتان عامتان رواية شخص يدعى محمد أمين عيساوي، يبلغ من العمر 35 عاما، على أنه جهادي سابق في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، معنونة مروره بـ”فشل المؤامرة وانتصار نسور الجزائر“.
ويصف الشخص ذاته نفسه بأنه تائب، متهما بشكل مباشر جهاز المخابرات الفرنسي (DGSE) بتجنيده لتشكيل مجموعات مسلحة في الجزائر.
وفي ظل استمرار تدهور العلاقات بين باريس والجزائر، تبنّت بعض وسائل الإعلام الجزائرية ما أسمته “لوموند” الفرنسية، ب”الافتراضات”، مشيدة بـ”أداء” أجهزة المخابرات الجزائرية.
وقال محمد أمين عيساوي حسب روايته، إنه قد ولد في الجزائر ونشأ في إسبانيا مع والديه، مضيفا أنه عاش في فرنسا خلال عام 2013، وانضم منها إلى تنظيم داعش في العراق.
وتابع أنه تم الاتصال به في عام 2022 من قبل جمعية فرنسية تدعى “آرتميس”، متخصصة في “منع التطرف”.
ووصف تعليق البرنامج الذي مر به “عيساوي” هذه الجمعية بأنها “مشبوهة” مرجعا السبب إلى أن من يديرها هو مستشار سابق لبيرنارد كازنوف، عندما كان وزيرا للداخلية، إلى جانب “مغربي حصل على الجنسية الفرنسية مؤخرا، وكرمه الملك محمد السادس على مساهماته في مجال البحث العلمي”.
ووفقًا لرواية “عيساوي” فقد تم تكليفه بجمع معلومات حول الإسلاميين المتطرفين في منطقته بتيبازة والمهربين، مرددا أن المخابرات الفرنسية (DGSE) خططت لإرساله إلى النيجر مقابل 50,000 يورو للانضمام إلى مجموعة مسلحة، لكن المشروع أُلغي بعد انقلاب يوليوز 2023 في البلاد.
وأشارت روايته إلى أن الأجهزة الأمنية الجزائرية كانت على علم دائم بتواصله مع المخابرات الفرنسية، وقدمت له قوائم وهمية بأسماء متطرفين ليتم تسليمها للفرنسيين، قبل أن تطلب منه إنهاء الاتصال بهم.
ووصفت صحيفة “إكسبرسيون”، المقربة من السلطة الجزائرية، هذه الأحداث بأنها “انتصار باهر للأجهزة الأمنية الجزائرية”.
وأشاد الموقع الوطني “الجزائر باتريوتيك”، الذي أسسه الجنرال خالد نزار (المتوفى نهاية 2023)، بهذه العملية كرسالة واضحة إلى فرنسا، مشيرًا إلى “حملة شرسة” من الإليزيه ووزارة الخارجية الفرنسية والمخابرات الفرنسية والمغربية.
وبحسب ما أوردته “لوموند” الفرنسية، فإن هذه ليست المرة الأولى التي تروج فيها الصحافة الموالية للسلطة الجزائرية لاتهامات بالمؤامرة.
فقد كشفت صحيفة “إكسبرسيون” سنة 2023، عن “مؤامرة غامضة ضد الجزائر”، زاعمة أن “عناصر مؤثرة من الموساد، وخمسة مسؤولين من المخابرات الفرنسية، و12 عنصرًا من المخابرات المغربية” اجتمعوا في تل أبيب لوضع خطة لزعزعة استقرار الجزائر.
وكانت قد أثارت هذه الادعاءات استغرابا كبيرا، خاصة أنها جاءت بعد تهدئة الأزمة المتعلقة بقضية أميرة بوراوي، المعارِضة الجزائرية الحاملة للجنسية الفرنسية، والتي تدخلت الدبلوماسية الفرنسية لحمايتها من تسليمها إلى الجزائر بعد لجوئها إلى تونس في فبراير 2023.