اشتعلت الحرب بين فلسطين وإسرائيل، من جديد، وتباينت مواقف الدول العربية والأجنبية، بعدما شنت المقاومة الفلسطينية هجوما مباغتا من غزة.
وأطلقت حركة المقاومة، صباح اليوم، وابلا من الصواريخ، ضمن عملية أسمتها “طوفان الأقصى”، وشملت هجوما على المستوى البري والبحري والجوي، أسفر عن قتلى ومصابين في صفوف الإسرائيليين، ما أشعل فتيل الحرب من جديد.
السعودية
وتفاعلت دول عربية مع هذه الحرب، في مقدمتها السعودية، التي قالت في بيان لها، إنها “تتابع عن كثب، تطورات الأوضاع غير المسبوقة، بين عدد من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الاسرائيلي، مما نتج عنها، ارتفاع مستوى العنف الدائر، في عدد من الجبهات هناك”.
ودعت السعودية في بيانها، إلى “الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين، وحماية المدنيين، وضبط النفس”.
مقابل ذلك، ذكرت السعودية بتحذيراتها “المتكررة”، من مخاطر انفجار الأوضاع، نتيجة استمرار الاحتلال، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته.
وجددت المملكة دعوتها إلى المجتمع الدولي، من أجل “الاضطلاع بمسؤولياته، وتفعيل عملية سلمية ذات مصداقية، تفضي إلى حل الدولتين، بما يحقق الأمن والسلم في المنطقة، ويحمي المدنيين”.
مصر
بدورها، حذرت مصر من “عواقب وخيمة”، لتصعيد التوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل، داعية إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر”.
ونبهت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، من “تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف، الأمر الذي من شأنه، أن يؤثر سلبا على مستقبل جهود التهدئة”.
المغرب
من جهته، أعرب المغرب عن “قلقه العميق جراء تدهور الأوضاع، واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة”، مدينا استهداف المدنيين “من أي جهة كانت”.
وأفاد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن المملكة المغربية، “التي طالما حذرت من تداعيات الانسداد السياسي على السلام في المنطقة، ومن مخاطر تزايد الاحتقان والتوتر نتيجة لذلك، تدعو إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف، والعودة إلى التهدئة، وتفادي كل أشكال التصعيد، التي من شأنها تقويض فرص السلام بالمنطقة”.
ولفت بلاغ الوزارة، إلى أن المملكة المغربية، التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس، لجنة القدس، “تؤكد أن نهج الحوار والمفاوضات، يظل السبيل الوحيد، للوصول إلى حل شامل ودائم للقضية الفلسطينية، على أساس قرارات الشـرعية الدولية، ومبدأ حل الدولتين المتوافق عليه دوليا”.
في نفس السياق، قالت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إنها تتابع “باعتزاز بالغ”، التطورات التي تشهدها أرض فلسطين، على إثر إعلان المقاومة الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى”، دفاعا عن فلسطين والقدس الشريف والأقصى المبارك.
واعتبرت الأمانة العامة لحزب المصباح، أن هذه “العملية البطولية” التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية، هي “ردة فعل طبيعية ومشروعة”، على “الانتهاكات اليومية التي يمارسها العدو الصهيوني، وسياسة الحكومة الصهيونية العنصرية المتطرفة، وعلى ما يقوم به المستوطنون والمسؤولون الصهاينة، من اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى المبارك، أمام صمت وتواطؤ العالم”.
كما أبرزت، أن مقاومة الاحتلال، بكل الأشكال، هو “حق مشروع، تضمنه الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، وأن الإرهاب
الحقيقي، هو ذلك الذي يمارسه دون توقف الاحتلال الصهيوني العنصري، على مرأى ومسمع من العالم وبدعم من الدول الكبرى”.
ودعت الأمانة العامة في بيانها، كل الفلسطينين وكل الفصائل الفلسطينية، “دون استثناء”، إلى “توحيد مواقفها في هذه المرحلة الدقيقة، لدعم عملية ‘طوفان الأقصى’، في مواجهة الاحتلال الصهيوني”.
كما دعت الدول العربية والإسلامية، إلى اتخاذ “مواقف صارمة”، تردع الكيان الصهيوني والحكومة الصهيونية، “والضغط عليها، عوض الضغط على المقاومة”، حتى ترضخ لقرارات الشرعية الدولية، وينال الشعب الفلسطيني حقه الطبيعي، في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
دول أجنبية
مقابل ذلك، عبرت دول أجنبية عن موقفها من الحرب المندلعة بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، وفي هذا الصدد، دعت تركيا إلى “التصرف بعقلانية وتفادي التصعيد”.
تركيا
كما وجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، دعوته إلى جميع الأطراف، خلال مؤتمر حزب العدالة والتنمية التركي، لضبط النفس ووقف الأعمال العدوانية، التي “تؤدي إلى تفاقم الوضع”.
إسبانيا
أما وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، فقد أعرب عن صدمة بلاده مما وصفه بـ”العنف الأعمى” على إسرائيل.
وفي هذا الإطار، أدان ألباريس “بشدة الهجمات الإرهابية الخطيرة للغاية، التي تنطلق من غزة ضد إسرائيل”، حسب تغريدة له على منصة “إكس”.
إيطاليا
وعلى نفس المنوال، أدانت الحكومة الإيطالية، “بأشد الحزم الترهيب والعنف الجاريين بحق مدنيين أبرياء”.
وأكدت في بيان لها، دعمها لحق إسرائيل “في الدفاع عن نفسها”.
ألمانيا
وعلى غرار ذلك، استنكرت “بشدة، وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا ببـربوك، مـا وصفته بـ”الهجمـات الإرهابيـة القادمـة مـن غـزة ضد إسرائيل”.
وغردت المسؤولة على موقع “إكس”، بقولها إن بلادها “تتضامن تماما مع إسرائيل والحق الذي يضمنه القانون الدولي، في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب”.
فرنسا
وانضمت فرنسا إلى القائمة، حيث أعلنت وزارة الخارجيـة الفرنسـية، إدانتها “الحازمة والشديدة”، لما أسمته “الهجمات الإرهابية الجارية ضد إسرائيل وشعبها”.
كما أعربت الوزارة في بيان لها، عن “تضامنها التام مـع إسرائيل وضحايا هذه الهجمات”، مؤكدة “رفضها المطلق للإرهاب وتمسكها بأمن إسرائيل”.
وعلى عكس موقف فرنسا، اعتبر جون لوك ميلونشون، زعيم حزب “فرنسا الأبية”، أن العنف المندلع ضد إسرائيل وغزة، يثبت شيئا واحدا، هو أن “العنف لا ينتج ولا يكرر إلا ذاته”.
وتابع ميلونشون، في تغريدة على منصة “إكس”، بقوله: “ونحن نشعر بالرعب، نتوجه بأفكارنا وتعاطفنا، إلى جميع السكان البائسين ضحايا كل هذا”.
وأردف قائلا: “لا بد من تطبيق وقف إطلاق النار، ويجب على فرنسا أن تعمل بكل قوتها السياسية والدبلوماسية، في هذا الصدد”.
وختم تغريدته بقوله: “ويجب أن يتمكن الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي، من العيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن. والحل قائم على أساس وجود دولتين، وفقا لقرارات الأمم المتحدة”.
تعليقات( 0 )