يشتكي الحرس المدني الإسباني في سبتة المحتلة، من الإرهاق والضغط المتزايد بسبب محاولات الهجرة غير النظامية سباحة عبر البحر، في وقت يفتقر فيه الجهاز إلى الإمكانيات والوسائل الكافية للقيام بمهامه.
ووفق صحيفة “البايس” الإسبانية، فإن عناصر الحرس المدني المنوط بهم إنقاذ المهاجرين أصبحوا “مرهقين” بسبب ارتفاع عدد المحاولات، إذ سُجّل في بعض الأيام ما بين 200 و300 محاولة عبور، فيما تفتقر الوحدات البحرية إلى زوارق مجهزة بشكل ملائم لعمليات الإنقاذ.
وحذرت ثلاث جمعيات مهنية داخل الجهاز، من بينها جمعية العدالة للحرس المدني (JUCIL) والجمعية الموحدة للحرس المدني (AUGC)، من النقص الحاد في الموارد البشرية والوسائل، مطالبة وزارة الداخلية الإسبانية بإرسال تعزيزات عاجلة حتى يتمكن العناصر من أداء مهامهم دون تعريض حياتهم للخطر.
وبحسب الأرقام الرسمية التي نشرتها الصحيفة، فقد تمكن 1.725 مهاجرا من دخول سبتة ما بين 1 يناير و15 غشت 2025، بزيادة 7,2 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، بينهم 474 مهاجرا في شهر يوليوز وحده، كما سُجلت خلال النصف الأول من غشت 269 حالة دخول عبر البحر أو السياج الحدودي.
وتؤكد المصادر أن أغلب المهاجرين ينطلقون من شاطئ الفنيدق، الأقرب إلى خليج سبتة الجنوبي، أو من بليونش بشمال المغرب.
الجمعيات المهنية انتقدت “غياب رؤية استراتيجية” لمعالجة الأزمة، معتبرة أن الزوارق المتاحة “غير مصممة أو مجهزة لمواجهة حالات الطوارئ المرتبطة بالهجرة غير النظامية”، مشيرة إلى أن بعض الدوريات البحرية لا تتجاوز خمسة عناصر منذ ثلاث سنوات، في وقت تبقى نصف القوارب خارج الخدمة بسبب نقص الطواقم.
وتؤكد مصادر من الحرس المدني، وِفقا لذات الصحيفة، أن التعاون قائم مع السلطات المغربية، إذ يتم إبلاغ البحرية الملكية بمواقع المهاجرين لمساعدتهم، لكن الجمعيات تحذر من أن الاعتماد الكلي على الجانب المغربي “ليس حلات مستداما”.
وتطالب هذه الهيئات بتوفير ما لا يقل عن 200 عنصر إضافي لتعزيز الخدمات البحرية والبرية، بالإضافة إلى توسيع رصيف معبر ترخال لردع محاولات العبور.
ونادت أيضا بإعلان سبتة “منطقة ذات خصوصية خاصة” بما يتيح تخصيص موارد إضافية لمواجهة ضغط الهجرة، الذي يتزامن مع تهديدات أخرى مثل تهريب المخدرات والبشر.

