على عادتها وفي كل حدث يهم ملف الصحراء المغربية، لم تنأى الجزائر بنفسها عن الزيارة التي قامت بها أمس، وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، إلى بعض مدن الصحراء المغربية، واصفة إياها بالزيارة الخطيرة جدا والمستفزة.
واعتبر بيان للخارجية الجزائرية، أن زيارة الوزيرة الفرنسية، “تستدعي الشجب والإدانة على أكثر من صعيد كونها تنم عن استخفاف سافر بالشرعية الدولية من قبل عضو دائم في مجلس الأمن الأممي، وذلك رغم إدعائها المتواصل كونها مجرد مراقب أو ملاحظ للملف وليست طرفا فيه”، على حد تعبير البيان.
وأضافت الخارجية الجزائرية قائلة إن هذه الزيارة “تدفع نحو ترسيخ الأمر الواقع المغربي في الصحراء”، معتبرة أن الصحراء المغربية ” أرض لم يكتمل مسار تصفية الاستعمار بها، وأرض لم يحظى شعبها بعد بممارسة حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير مصيره”.
ورأت الخارجية الجزائرية، أن هذه الزيارة “تعكس صورة مقيتة للتضامن، والتعاضد بين القوى الاستعمارية قديمها وحديثها”.
وأردفت بكون الزيارة، “تجعل الحكومة الفرنسية تستبعد نفسها وتنأى بها بصورة واضحة وفاضحة عن جهود الأمم المتحدة الرامية إلى التعجيل بتسوية نزاع الصحراء الغربية على أساس الاحترام الصارم والصادق للشرعية الدولية”.
وجددت داتي دعم بلادها بعد زيارتها أمس الإثنين للأقاليم الجنوبية، بما في ذلك العيون، حيث ظهرت مرتدية “الملحفة”، وهو الزي التقليدي للنساء الصحراويات في المغرب.
وتعد زيارة داتي الأولى من نوعها لمسؤول حكومي فرنسي إلى الأقاليم الجنوبية بالمغرب، وخلال زيارتها، زارت قصبة طرفاية ومتحف أنطوان دو سانت إكزوبيري، إضافة إلى العيون، حيث تم إطلاق فرع جديد لتحالف الفرانكفونية.
كما زارت في العيون مكتبة محمد السادس، التي تعد من المعالم الثقافية البارزة في المغرب، قبل أن تتجه جنوبا إلى الداخلة.
وتواصل داتي جولتها الرسمية في المغرب اليوم، حيث ستجري مزيدا من المحادثات الثنائية مع المسؤولين المغاربة، كما يتضمن جدول أعمالها توقيع اتفاقيات في مجالات الثقافة والفنون والسينما.