كشفت دراسة تجريبية شاملة حول أكبر ثلاثة بنوك في المغرب، نشرت نهاية الأسبوع الماضي، أن استخدام الذكاء الاصطناعي أسهم في تحسينات كبيرة في الأداء التجاري ورفع مستوى رضا الزبناء، مع تقليص أوقات معالجة العمليات التشغيلية بنسبة 30%.
وأجرى هذه الدراسة الباحثان رشيد مغنوي ومصطفى أوكاسي من جامعة محمد الخامس في الرباط، شملت تحليل 150 فرعا بنكيا تابعة لكل من “التجاري وفا بنك”، و”البنك الشعبي”، و”بنك أفريقيا”.
وقد تناولت الدراسة تأثير تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي على مجموعة من مؤشرات الأداء الرئيسة.
وأظهرت النتائج أن الفروع التي تتمتع بمستوى عال من تبني الذكاء الاصطناعي (بمعدل يفوق 7 نقاط على مقياس النضج) سجلت زيادة بنسبة 15% في الإيرادات الشهرية مقارنة بالفروع ذات معدلات التبني الأدنى.
كما بينت الدراسة أن كل عملية مرقمنة باستخدام الذكاء الاصطناعي أدت إلى زيادة بنسبة 2.5% في عدد الحسابات الجديدة المفتوحة شهريا.
وأشار الباحثان إلى أن النتائج تُظهر بوضوح أن تبني الذكاء الاصطناعي يساهم بشكل ملحوظ في تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز رضا الزبناء ومؤشرات الأداء التجاري.
كما سجلت الفروع التي نفذت أكثر من 10 عمليات مرقمنة تحسنا بنسبة 20% في معدلات رضا العملاء، أما الفروع التي استعانت بروبوتات الدردشة لإدارة أكثر من 50% من التفاعلات الأولية، فقد شهدت ارتفاعا بنسبة 25% في معدلات الاحتفاظ بالزبناء.
وكانت هذه التأثيرات أكثر وضوحا في المناطق الحضرية، وفق الدراسة، حيث تبين أن تبني الذكاء الاصطناعي يرتبط ارتباطا أقوى بالأداء مقارنة بالفروع في المناطق القروية.
أما من الناحية المالية، تشير الدراسة، أظهرت البيانات أن الفروع التي خصصت أكثر من 15% من ميزانية تكنولوجيا المعلومات للذكاء الاصطناعي سجلت زيادة في الإنتاجية بنسبة 18% في المتوسط، تُقاس بمعدل الإيرادات لكل موظف.
وكشفت الدراسة أيضا عن ارتباط إيجابي قوي بين نسبة ميزانية تكنولوجيا المعلومات المخصصة للذكاء الاصطناعي ونمو الإيرادات.
وقد كان تأثير الذكاء الاصطناعي أكثر بروزا في الخدمات المصرفية للشركات والعملاء المهنيين، حيث ارتفعت معدلات البيع المتقاطع بنسبة 22%، وفق الباحثين.
وأبرزت الدراسة، أن التحليلات الإحصائية أظهرت فروقا كبيرة بين البنوك الثلاثة في جميع مؤشرات الأداء الرئيسة، حيث كشف تحليل التباين (ANOVA) عن اختلافات ملحوظة في الإيرادات الشهرية وعدد الحسابات الجديدة المفتوحة.
وتُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها في المغرب، حيث شملت عينة تمثيلية مكونة من 105 فروع حضرية و45 فرعا قرويا، في إطار فهم أعمق لتأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع البنوك في البلاد، حسب ما أفاد به الباحثان.
وأوصت الدراسة بضرورة مراعاة الاختلافات الإقليمية والسياقات التشغيلية عند تنفيذ استراتيجيات الذكاء الاصطناعي لضمان تحقيق أفضل النتائج.