عرفت العلاقات المغربية الفرنسية، خلال الآونة الأخيرة مستجدات كبيرة، عجلت بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات والشراكات والتمويلات، شملت أقاليم الصحراء المغربية، مما أثار حفيظة النظام الجزائري، الذي عبر إعلامه الرسمي، عن رفضه لمواقف الإليزيه المعبرة بشكل ضمني عن سيادة الرباط على صحرائه.
وجاء ذلك في مقال مطول نشر على جريدة ’’الشروق’’ القريبة من دواليب قرار نظام ’’المرادية’’، حيث وصفت تصريحات فرانك ريستر، وزير التجارة الخارجية، الذي حط الرحال في المملكة المغربية نهاية الأسبوع المنصرم، في إطار زيارة رسمية، بالمستفزة والخطيرة وغير المسبوقة من قبل عضو في الحكومة الفرنسية التي تعمل تحت توجيهات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
وأشارت الصحيفة الجزائرية، إلى أن ’’ما قاله وزير التجارة الخارجية الفرنسي يؤشر على أن باريس تسير على خط مستقيم وباتجاه تصاعدي، يتجه عكس طموحات السلطات الجزائرية، التي انخرطت منذ مدة رفقة نظيرتها الفرنسية في مسار تصحيح العلاقات الثنائية التي تعرضت للكثير من المطبّات خلال السنوات القليلة الأخيرة’’.
وقالت الشروق إن ’’باريس تدرك حساسية وخطورة القضية الصحراوية على العلاقات الثنائية قيد الترميم، ومع ذلك تصر على الإمعان في تدمير ما تم بناؤه في وقت قريب، لأن مشاركة الخزينة العمومية الفرنسية في تمويل مشاريع فوق الأراضي الصحراوية،وأضافت أن ذلك يشكل ’’إضرار بالعلاقات الثنائية، بالنظر لأهمية القضية بالنسبة للأمن القومي للجزائر’’.
وفي سياق متصل، أشار نص المقال إلى أنه ’’من سوء حظ المدافعين عن ترميم العلاقات الجزائرية الفرنسية، أن الموقف الفرنسي الجديد من الصحراء، جاء بعد أسابيع معدودة من المكالمة التي جرت بين الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والذي تم خلاله ضبط موعد زيارة الرئيس تبون إلى فرنسا الخريف المقبل’’.
وأوضحت الجريدة الجزائرية، أن هذا ’’التطور لن يخدم هذه الزيارة وسيؤثر من دون شك على العلاقات الثنائية، التي لا يستبعد أن تنتكس مجددا أمام استفزاز فرنسي جديد، للتتأكد عبارة بنجامان ستورا، التي قال فيها إن بعض السياسيين الفرنسيين توقفت ذاكرتهم في سنة 1962’’.
ووفق مختصين، فإن آمال النظام الجزائري، في استمرار الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا، خابت بمجرد الإعلان عن عدد من الزيارات الرسمية لمسؤولي البلدين إلى الرباط وباريس، بالإضافة إلى الإستقبال الرسمي الذي حظيت به الأميرات للا مريم وللا أسماء وللا حسناء بقصر الإليزيه من قبل بريجيت ماكرون.
كما شهدت المناسبة، حضور الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون الذي قام بالترحيب بهن، فيما أشارت وكالة الأنباء الفرنسية، إلى أن رئيس الدولة “تحدث مؤخرا هاتفيا مع الملك محمد السادس”.
تعليقات( 0 )