اعتلت مريضات بداء السرطان “ممر النصر” على الداء الخبيث في حفل تكريمي نظمته مؤسسة “سفيركم” الإعلامية على شرفهن، مساء أمس الإثنين بالرباط، في بادرة رمزية تخفف ندوب معركة مريرة عن المحتفى بهن وتبعث الأمل في نفوس أخريات.
وفي مقابلة رمزية مع فكرة ممر النصر أو مسيرة النصر (Victory Walk) التي تنظمها جمعيات مكافحة داء السرطان عبر العالم للمتعافين، وقفت نساء هزمن المرض فوق منصة الحفل وسط تصفيقات وتشجيعات الحضور، شدا على أيديهن وحشدا لعزيمة باقي المرضى والمريضات في مقاومة الداء.
وأكد أطباء، في كلمات بالمناسبة، الدور الحاسم للدعم النفسي للمرضى والمريضات بداء السرطان في رحلة العلاج وصولا للتعافي.
ووقعت فاطمة الزهراء مشراح، وهي واحدة ممن تغلّبن على المرض، كتابها “ثديي ليس على ما يرام” «Mon sein n’était pas aussi sain» خلال حفل توقيع نظم بالمناسبة، معبرة عن اعتزازها بذلك.
ويحكي الكتاب رحلة مشراح مع المرض من الإصابة للتعافي. ويدخل ضمن الكتابة التأملية، التي قد تساعد، وفقا للمجلة الطبية “ذا لانسيت”، “كلا من المرضى والأطباء في السعي المشترك نحو الشفاء، ورغبتنا في الصحة والحياة في مواجهة حتمية المرض والموت”.
وفي كلمة بالمناسبة، قالت مديرة مؤسسة “سفيركم”، ابتسام مشكور، إن هذا الحدث يدخل في صميم دور الإعلام ومسؤوليته اتجاه المجتمع.
وتابعت: “بدلا من لعن الظلام، فلنوقد شمعة”، مستحضرة الحاجة لبذل جهد أكبر لكسر طوق العزلة والوحدة عن الإنسان المغربي في مواجهة الأمراض عموما، والأمراض المزمنة خصوصا.
وتم، خلال الحفل الذي عرف تنظيم فقرات فنية وإلقاء كلمات تضامنية، توزيع قسائم سفر لأداء العمرة وهدايا رمزية للنساء المحتفى بهن.
ويتم تشخيص 34 حالة سرطان ثدي يوميا في المغرب، أي 12 ألف حالة سنويا، ويقتل11 امرأة كل يوم، أي 4 آلاف حالة وفاة سنويا، حسب معطيات للطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، تعود لأكتوبر 2023.
كما يعد سرطان الثدي الأكثر شيوعا في المغرب بأزيد من واحد من كل 5 سرطانات يتم تشخيصها (عند الرجال والنساء) هو سرطان الثدي (22.6 في المائة)، وحوالي 4 سرطانات من أصل 10 سرطانات يتم تشخيصها لدى النساء هي سرطانات الثدي (38.1 في المائة).
ويعتمد علاج سرطان الثدي على النوع الفرعي للسرطان ومدى انتشاره خارج الثدي إلى الغدد الليمفاوية (المرحلة الثانية أو الثالثة) أو إلى أجزاء أخرى من الجسم (المرحلة الرابعة)، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويجمع الأطباء بين العلاجات من أجل تقليل فرص عودة السرطان (تكراره). وتشمل هذه العلاجات، وفقا للمصدر ذاته، الجراحة لإزالة ورم الثدي، العلاج الإشعاعي لتقليل خطر التكرار في الثدي والأنسجة المحيطة به.
كما تشمل الأدوية لقتل الخلايا السرطانية ومنع انتشارها، بما في ذلك العلاجات الهرمونية أو العلاج الكيميائي أو العلاجات البيولوجية الموجهة، وعلاجات سرطان الثدي أكثر فعالية ويمكن تحملها بشكل أفضل عند البدء بها مبكراً ومتابعتها حتى النهاية.