أكد كريستوف لوكورتيي، سفير الجمهورية الفرنسية بالمغرب، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المرتقبة إلى المغرب في الأيام القليلة القادمة ستساهم في تعزيز المصالح المشتركة بين البلدين، وستدشن حقبة جديدة من التعاون في مختلف المجالات.
وجاءت هذه التصريحات خلال مقابلة أجراها مع صحيفة “L’Opinion” المغربية في نستختها الفرنسية، والتي نشرت يوم الثلاثاء.
وصرح السفير الفرنسي أن زيارة ماكرون إلى المملكة تمثل خطوة حاسمة في إعادة بناء الروابط بين البلدين بعد توترات شهدتها العلاقات مؤخرا، مضيفا: “علينا أن نحدد معا الأعمدة الرئيسة لإعادة تأسيس شراكتنا لنخطط، “لماذا لا.. لخمس وعشرين سنة قادمة”.
وشدد لوكورتيي على ضرورة بناء “تاريخ جديد” يتسم بالتعاون المشترك، مع مراعاة التحولات الجيوسياسية والتحديات العالمية قائلا: “يمكننا تحقيق ذلك في مختلف المجالات”، مشيرا إلى أهمية التعاون الاقتصادي والثقافي على حد سواء.
إلى جانب ذلك، أعرب لوكورتيي عن رغبته في أن تتماشى التعاونات والشراكات المغربية الفرنسية مع تطلعات الأجيال الجديدة، وألا تقتصر على المجالات التقليدية، مؤكدا على أهمية مناقشة القضايا الأكثر أهمية وتعقيدا في عصرنا، مثل الحفاظ على المحيطات والتنوع البيولوجي، بالإضافة إلى التركيز على الرقمنة من خلال الانخراط في أنشطة تتعلق بالموسيقى الإلكترونية، والمسرح التفاعلي، وألعاب الفيديو، مصرحا: “يهدف هذا التركيز على التقنيات الثقافية الحديثة بشكل خاص إلى جذب الجمهور الشاب في المغرب”.
وفي سياق آخر، تحدث السفير الفرنسي عن مستقبل الفرانكوفونية بالمغرب، بكون الشباب المغربي يتجه بشكل متزايد نحو تبني اللغة الإنجليزية، ورغم ذلك، أعرب عن عدم قلقه من هذه الظاهرة، مؤكدا أن “التنوع هو الثروة”.
و في نفس الصدد أفاد لوكورتيي أن قوة المغرب تكمن في قدرته على إقامة علاقات مع جميع دول العالم، مع الحفاظ على صلة قوية باللغة والثقافة الفرنسية، قائلا: “الفرنسية هي لغة إفريقيا”، مشيرا إلى أن الفرانكوفونية تلعب دورا استراتيجيا بالنسبة للمغرب في علاقاته مع القارة الإفريقية.
واختتم الحوار بسؤال حول الشراكة الاقتصادية الواعدة بين البلدين، حيث أكد لوكورتيي أن زيارة إيمانويل ماكرون إلى المغرب لن تقتصر على القضايا الدبلوماسية والثقافية فقط، بل ستشمل أيضا قضايا اقتصادية هامة.
وأضاف أن من بين الملفات الرئيسية التي ستتم مناقشتها شراء 188 طائرة من طراز إيرباص من قبل الخطوط الملكية المغربية (RAM)، موضحا أن “فرنسا تأمل أن تحظى شركات مثل ألستوم بعقود لتنفيذ مشاريع استراتيجية، مثل مشروع خط القطار فائق السرعة الذي سيربط بين الدار البيضاء ومراكش”.
تعليقات( 0 )