كشفت السلطات الأمريكية في بليز أن سبب وفاة ثلاث شابات أمريكيات من أصول مغربية، كان قد عُثر عليهن في الشهر الماضي جثثا هامدة، داخل جناحهن بأحد فنادق سان بيدرو، هو التسمم الحاد بأول أكسيد الكربون.
وأوضح تقرير نشره موقع “Boston Globe” أنه تم إبلاغ أسر الشابات المغربيات بأن التحقيقات توصلت إلى أن مصدر الغاز القاتل كان سخان مياه فوري داخل الغرفة، تسبب في تعرضهن للاختناق ووفاتهن داخل الفندق.
وذكر المصدر ذاته أن الضحايا الثلاث هن كوثر نقاد (23 سنة)، إيمان ملاح (24 سنة)، ووفاء العرار (26 سنة)، وقد تم العثور على جثثهن داخل منتجع رويال كاهال بيتش في سان بيدرو يوم 22 فبراير الماضي.
واستطرد أن الشابات الثلاث تنتمين إلى الجالية المغربية الأمريكية المقيمة في منطقة نورث شور بولاية ماساتشوستس، كما أنهن خريجات مدارس ريفير ومالدن الثانوية، مبرزا أن وفاتهن شكلت صدمة كبيرة بين أفراد الجالية المغربية، خاصة أنهن كن معروفات بتفوقهن الدراسي.
وأكد جيان تشو، المدير التنفيذي لخدمة العلوم الجنائية الوطنية في بليز، في تصريح مكتوب توصل به الموقع الأمريكي، صحة التقارير التي تفيد بأن التسمم بأول أكسيد الكربون كان السبب الرئيسي للوفاة، لكنه رفض الكشف عن نتائج تحليل السموم.
وذكر المصدر ذاته أن عمدة مدينة ريفير، باتريك كايف جونيور، أصدر بيانا أعرب فيه عن تضامنه مع أسر الشابات المغربيات في هذه المحنة، مشددا على أن الكشف عن الحقيقة كان ضروريا لإنصاف الضحايا وأسرهن.
ولفت المصدر ذاته إلى أن هذه النتائج الرسمية تأتي بعد مرور يومين فقط من مطالبة العائلات بتحقيق شامل وشفاف، خاصة وأنها سبق وأن أبدت شكوكها حول ملابسات الحادث، واعتبرته “غامضا”، كما طالبت في نفس الوقت بعدم التسرع في إصدار استنتاجات غير دقيقة.
وكانت السلطات قد ذكرت في تقاريرها الأولية أنها عثرت على مشروبات كحولية وحلويات “جومي” داخل الغرفة، بالإضافة إلى آثار قيء، وهو ما أثار قلق الأسر من احتمال وجود افتراضات مسبقة أثرت على سير التحقيق.
وفي بيانها الأخير، أكدت العائلات أن التحقيقات يجب أن تكون دقيقة منذ البداية، مشيرة إلى أن ما حصلت عليه من نتائج “كان يجب أن يكون متاحا منذ اللحظة الأولى”، وأن الناجين من مثل هذه المآسي يستحقون تحقيقات نزيهة ودقيقة دون تأخير.
وخلص الموقع الأمريكي إلى الإشارة إلى أنه على الرغم من صدور التقرير الرسمي من سلطات بليز، إلا أن الأسر ما تزال تنتظر نتائج المرحلة الثانية من التحقيق التي تُجرى حاليا في ولاية ماساتشوستس، بهدف تقديم تقرير أكثر تفصيلا حول ما حدث بالضبط داخل غرفة الفندق في تلك الليلة.