عاد الكاتب الصحفي المغربي ورئيس المجموعة الإعلامية “جلوبال ميديا”، أحمد الشرعي، للدفاع عن إسرائيل، في مقال جديد نشر بالمجلة الأمريكية ” ذي ناشيونال إنترست“، متناولا الأحداث الأخيرة في غزة وما ترتب عليها من وقف إطلاق النار وصفقة لتبادل الأسرى.
وأشار الشرعي في مقاله إلى أن الاتفاق الأخير، الذي سيفضي بعيد دخول الاتفاق حيز التنفيذ غدا الأحد، إلى “إطلاق سراح عشرات الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفتهم حماس” وفق تعبيره.
ويمثل ذلك، على حد قوله، “خبرا سارا لعائلات الرهائن وأحد أهم إنجازات الدبلوماسية الأمريكية”، ويرى أن هذا التطور “ليس مجرد صفقة إنسانية بل هو نقطة تحول تحمل دلالات استراتيجية كبيرة للشرق الأوسط”.
وأثنى الشرعي بشكل خاص على الدور الذي لعبه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مشيرا إلى أن “وجود ممثله في المفاوضات في قطر وتهديداته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، شكلا ضغطا كبيرا على حماس وطهران للإسراع بإنجاز الصفقة”، معتبرا أن هذا النهج “غير التقليدي” لـ”السيد ترامب”، كما وصفه، “عاملا حاسماً في تحقيق التفاهم”.
وفي ذات المقال وسع الشرعي نطاق “تحليلاته” لتشمل الأبعاد الإقليمية، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق “قد يكون فرصة لتغيير جذري في المنطقة، داعيا الفلسطينيين “البراغماتيين”، في غزة، على غرار نهج ترامب، كما قال، لـ”التخلص من قبضة حماس”، واصفا إياها بأنها “بقايا الإسلاموية الرجعية”، طالبا التحول نحو “الحداثة والتعايش السلمي”.
ولم يتوقف الشرعي عند الحدث الآني، بل انتقل في مقاله لتحليل التحولات في المنطقة، معتبرا أن “المحاور التقليدية التي عرفت بمحور المقاومة”، مثل حزب الله في لبنان ونظام الأسد في سوريا وحماس في فلسطين، “تعاني اليوم من التآكل بفعل الضغوط الداخلية والتحولات الجيوسياسية”.
وأسهب في الحديث عن حزب الله، الذي وصفه بأنه “جريح ولكنه لا يزال خطيرا”، معتبرا أن الانتخابات الأخيرة للجنرال جوزيف عون كرئيس للبنان قد تكون مؤشرا على بداية تراجع نفوذ الحزب المسلح.
أما بالنسبة لسوريا، فيرى أن إعادة الإعمار يجب أن تكون شاملة، لا تقتصر على البنية التحتية، بل تمتد إلى تأسيس مؤسسات ديمقراطية قادرة على تحقيق الاستقرار.
وفيما يتعلق بالفلسطينيين، دعا الشرعي إلى “إعادة التفكير” في استراتيجياتهم السياسية، مشددا على “أهمية قبول التعايش السلمي مع إسرائيل كمدخل لبناء مستقبل أفضل”.
وأشاد الشرعي بالدور الذي تلعبه الدول الموقعة على اتفاقيات إبراهيم، مثل الإمارات والمغرب والبحرين، ويعتبرها نموذجا للتحول الإيجابي في المنطقة.
ويرى أن هذه الدول، إلى جانب دول أخرى مثل السعودية وإندونيسيا، يمكن أن تقود تحالفا جديدا للسلام والازدهار، بعيدا عن إرث الماضي الحديث وصراعات ما بعد حرب 1967.
واختتم الشرعي مقاله بما سماها بـ”استشراف رؤية طموحة لمستقبل المنطقة”، مشيرا إلى أن التحالفات الجديدة قد تكون المفتاح لتغيير الأنظمة القمعية في إيران، وإطلاق شعوب المنطقة نحو “الحداثة والتقدم”، ويرى أن هذا التحول لن يتحقق إلا بتعاون دولي وإرادة ومهارة “ترامبية” وأمريكية سياسية.