اعتبر الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، عمر الشرقاوي، أن الجزائر تنهج سياسة عقلية المؤامرة وشيطنة المغرب لإخماد الاحتقان الاجتماعي، الذي تشهده، وذلك على خلفية الخطاب الذي ألقاه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأحد، في البرلمان الجزائري، حيث قال إن مبادرة الحكم الذاتي “خرافة جحا”.
ووصف الشرقاوي، في تصريح لموقع سفيركم الإلكتروني، الخطاب الذي ألقاه الرئيس الجزائري بـ “الهستيريا المرضية” التي دخل فيها النظام الجزائري بسبب الاحتقان الاجتماعي الذي تعيش فيه الجمهورية، لا سيما بعد هاشتاغ “مانيش راضي”، الذي تم تداوله على نطاق واسع، تعبيرا عن السخط الشعبي على سياسات عبد المجيد تبون الفاشلة، ما دفعه إلى نهج استراتيجية نكران الواقع، متجاهلا التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد.
وواصل المتحدث ذاته أن النظام الجزائري يعيش حالة من الانفصال عن قضايا مجتمعه، حيث فضّل تبون وحاشيته الهروب بافتعال أزمة دبلوماسية مع المغرب، مبرزا أن هذه المناورة تأتي كـ”محاولة غبية”، كما وصفها المحلل، لإلقاء اللوم على “عدو خارجي” يُتهم زورا بتحريك الأوضاع الداخلية.
وفي هذا الصدد، قال: “عِوض أن تنصت الطغمة العسكرية الحاكمة للمطالب الاجتماعية وتبدل الجهد الكافي والمال المطلوب للتجاوب مع هاشتاغ “مانيش راضي”، فضل تبون ومن معه نهْج سياسة نكران الواقع واصطناع مشاجرة ديبلوماسية جديدة، زاعما وجود يد عدو خارجي اسمه المغرب يحرك “طنجرة” استقرار الجزائر متى شاء وكيفما شاء وبمن شاء”.
وفسر المحلل السياسي الأزمات الخانقة التي يعاني منها النظام الجزائري، سواء على المستوى الدبلوماسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي وحتى الحقوقي، بسياساته الخاطئة وسوء إدارته، وليس بسبب تدخلات أو مؤامرات من أطراف خارجية، قائلا: “ما تعيشه الجزائر، من فشل ذريع على المستوى الديبلوماسي ومن بلايا لا تحصى على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والحقوقي، مرده إلى “ما جنت براقش على نفسها” وليس بفعل خصوم خارجيين”.
وذكر المتحدث ذاته أن تبون قد اختار يوم أمس، توجيه أصابع الاتهام، في خطابه بالبرلمان، إلى المغرب عوض تقييم سياساته الفاشلة بشكل موضوعي، وبدلا من مواجهة الأزمات التي أثقلت كاهل الشعب الجزائري، حيث تفوه بتصريحات ترمي إلى شيطنة المغرب واستهداف وحدته الترابية، من خلال الحديث عن سردية الجماجم في باريس، وتقرير المصير لدى جمهورية الوهم، وبالتالي محاولة تفسير ما جرى من اهتزازات شعبية بمنطق المؤامرة والضحية.
ولفت الشرقاوي إلى أن الطريق التي يسلكها النظام العسكري ستؤدي لا محالة إلى فقدان بوصلته وما تبقى من شرعيته، إن لم تزد من تعميق هوة مشاكله الداخلية، مبرزا أن الجزائر ستدخل حتما في نفق مظلم سيقود إلى ما قادت إليه أنظمة عسكرية كانت أقل حماقة وأشد قوة وجرأة ونفوذا.
وشدد الشرقاوي على أن الجزائر لن تحقق شيئا من نهج سياسة النعامة ودفن الرأس في الرمل، أو عقلية المؤامرة وشيطنة المغرب، أو من نشر أوهام خلق دويلة وهمية على حساب السيادة المغربية.
واستطرد المتحدث ذاته أن المغرب دولة “عاقلة” و”محبة للسلام”، لكنها ليست “جبانة” حين يتعلق الأمر بقضيتها الأولى، مؤكدا أن هذه السياسة التي نهجها نظام هزه “هاشتاغ” لم تعد تنطلي على الجزائريين الذين يدركون أن مشاكلهم الحقيقية تكمن في سياسات التفقير والفساد التي يمارسها النظام الجزائري في حقهم.
وخلص المحلل السياسي عمر الشرقاوي إلى الإشارة إلى أن المملكة المغربية مستمرة في مسارها التنموي، غير مكترثة بما أسماه “الحركات البهلوانية” للنظام الجزائري، مستشهدا بمثل إفريقي يقول: “نقيق الضفادع لا يمنع الفيل من الشرب”.