تتجه أنظار العالم نحو أحداث الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران، وبالنظر إلى مكانة الدولتين عسكريا وطبيعة الدول المصطفة وراء الطرفين، فإن متتبعين يرون أن هذه الحرب ستلقي بظلالها على أبعد رقعة جغرافية عنها، بناء على ترابط دول العالم أمنيا، اقتصاديا وسياسيا.
وأكد رشيد لزرق الخبير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن الصراع في الشرق الأوسط يُلقي بتداعيات مباشرة على شمال إفريقيا والمغرب في أبعاد متعددة.
وتابع في تصريح خاص لصحيفة “سفيركم” الإلكترونية، بأن من بين هذه الأبعاد، البعد الاقتصادي خاصة بالنسبة لدولة مثل المغرب الذي يبقى رهين لمورد الطاقة من الخارج و ما لذلك من تأثير داخلي على التضخم والمالية العامة وكلفة المعيشة.
الخبير في العلاقات الدولية أشار أيضا للتأثير الجيوسياسي، المتمثل في إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية والدولية وضرورة إعادة تموقع الدول المغاربية، من خلال مخاطر انتشار عدم الاستقرار.
وعلاقة بموقف الديبلوماسية المغربية اتجاه هذه التحركات بمنطقة الشرق الأوسط، أفاد لزرق بأن المملكة تبنت استراتيجية متوازنة ومتعددة الأبعاد تجسدت في تكثيف النشاط الدبلوماسي متعدد الاتجاهات، وتعزيز الحضور في المحافل الدولية، ومحاولة لعب دور الوسيط بين أطراف متصارعة.
وأضاف أن الديبلوماسية المغربية تسعى من خلال ذلك إلى تعزيز موقع المملكة كقوة إقليمية مستقلة وشريك موثوق للقوى الكبرى مع تجنب الانجرار إلى الاستقطابات الحادة، وهو ما يتماشى مع الأولويات الوطنية للمملكة في قضايا الصحراء المغربية والتنمية الاقتصادية والاستقرار الداخلي، وِفقا للمتحدث.
من جهته خالد الشيات، الخبير في العلاقات الدولية، ذكّر بأن المغرب يقيم علاقات عادية وطبيعية تدمج الجانب الديبلوماسي مع إسرائيل في إطار الاتفاق الثلاثي بين إسرائيل وأمريكا، موردا أنه سيكون هناك نظريا طرف أقرب إلى المملكة من الآخر بالرغم من عدم انخراطها في أحداث الحرب.
وأشار في ذات السياق، إلى طبيعة العلاقات الإيرانية المغربية، قائلا “لاشك أن علاقاتنا مع إيران متوترة وغير مستقرة وفي إطار علاقات ديبلوماسية مقطوعة”، في تصريحه لمنبر “سفيركم”.
ولفت بأن ذلك يعود للتحالف الكبير بين الجزائر وإيران بالإضافة إلى وجود دعم إيراني عن طريق حزب الله للبوليساريو وهي أشياء تفضي إلى أن التقابل في المواقع الاستراتيجية والسياسية سيكون فيه نوع من عدم التفاهم حتى لانقول العداء القادم من إيران اتجاه المغرب، وِفقا للمتحدث