عبرت الصحافة الإسبانية عن توجسها، من التقارب الجديد بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة، بعد التوقيع على عدد من الاتفاقيات الاقتصادية التي تهم مناطق شمال المملكة، بين الملك محمد السادس، ورئيس الإمارات العربية المتحدة، محمد بن زايد آل نهيان.
وحاولت الصحافة الإسبانية ربط الاتفاقيات الاقتصادية المغربية الإماراتية، بالمشاريع الكبرى المزمع بناؤها على واجهة البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من الثغرين المحتلين “سبتة ومليلية”، خاصة تلك المتعلقة بتأهيل مطار الناظور إلى مستوى المطارات الدولية بالإضافة إلى تأهيل ميناء المدينة ذاتها.
كما تطرق إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها الثغران المحتلان، بعد إغلاق الحدود البرية بين المغرب والمغرب المحتل، في سياق الاستراتيجية الجديدة التي تنهجها الرباط ومدريد لتنظيم الضرائب الجمركية وعبور الأشخاص.
وفي سياق متصل، أشار المصدر ذاته، إلى تمويل إماراتي لميناء الناظور ومطار العروي، وتحويلهما إلى مراكز ضخمة لاستقبال الملاحة البحرية والجوية الدولية، مما “سيؤثر بشكل كبير على اقتصاد مليلية وسبتة المحتلتين، اللتان تعتمدان بشكل كبير على عائدات الجمارك”.
وتأتي هذه التوجسات الإسبانية، في سياق الدينامية الكبيرة التي تعرفها المملكة، على مستوى البنيات التحتية، خلال السنوات الأخيرة، وذكر الملك محمد السادس، خلال لقائه برئيس دولة الإمارات، الشيخ منحمد بن زايد، مطلع الأسبوع الجاري، بالإنجازات التي تشهدها المملكة، “لاسيما في مجال البنيات التحتية، وكذا الإصلاحات البنيوية في مختلف القطاعات، وما واكبها من تدابير تشريعية وتنظيمية لتحفيز المبادرة والاستثمار”، مبرزا “الرؤية الملكية في مجال النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد، القائمة على الاستثمار المنتج بما يعود بالنفع على الطرفين”.
وأكد الملك على ’’الطموح الكبير للمغرب في مواصلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي، حيث يشهد إطلاق عدد كبير من الأوراش والاستثمارات، ويطمح لتحقيق المزيد من المنجزات التنموية والاجتماعية، لاسيما في أفق تنظيم نهائيات كأس العالم 2030، ويحرص في كل ذلك على تمكين أشقائه وشركائه من المساهمة في إنجازها، ومن فرص الاستثمار المتعددة والواعدة التي يوفرها”.
ووجه القائدان خلال البيان المشترك، بوضع خطط للعمل المشترك، تتعلق بتفعيل مذكرات التفاهم الموقعة، كما أكدا على طموح بلديهما لإقامة شراكات مشتركة رائدة على مستوى الأسواق الإقليمية والدولية.