قام المبعوث الأممي للصحراء المغربية ستافان دي مستورا بزيارة للمغرب أمس الثلاثاء، استقبله خلاها وزير الخارجية ناصر بوريطة، حيث تباحثا في آخر تطورات المسلسل الأممي، وجهود الأمم المتحدة لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
يأتي هذا اللقاء قبل أسابيع من انعقاد جلسة مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، والتي ستشهد تقديم تقرير المبعوث الأممي للصحراء المغربية للمجلس، والتداول في تمديد ولاية بعثة المينورسو، كما سيعقد المبعوث الاممي جلسة مشاورات مع أطراف النزاع، لإعداد التقرير الذي سيقدم للمجلس.
كما يأتي ذلك في سياق إقليمي ودولي، متسم بتغيرات جيوستراتيجية عميقة، من شأنها أن تؤثر على الملف، لا سيما عودة الرئيس ترامب للبيت الأبيض، والذي كان قد اتخذ القرار باعتراف الولايات المتحدة، بمغربية الصحراء قبل انتهاء ولايته الأولى، الأمر الذي يطرح سؤال الخطوات الجديدة التي ستقوم بها الولايات المتحدة بخصوص الملف في الأمم المتحدة.
في هذا السياق، يرى محمد عصام العروسي أستاذ العلاقات الدولية وتسوية النزاعات، والمدير العام لمركز منظورات للدراسات الجيوسياسية بالرباط، أن الولايات المتحدة قد تدعم الطرح المغربي داخل مجلس الأمن وقد تسعى إلى إقناع باقي الأطراف بالمقترح المغربي، مشددا على أن “موقف الإدارة الأمريكية هو موقف الدولة الأمريكية وغير متغير، وهو موقف واضح، يساند سيادة المغرب على صحرائه”.
وبخصوص مشاورات المبعوث الأممي، قال الخبير الاستراتيجي، “إننا أمام مسار آخر للتسوية الأممية، والتي ظلت تراوح مكانها، على اعتبار أن المقاربة التي يعتمدها دي ميستورا ومجلس الأمن، هي حبيسة صراع جيوسياسي بامتياز، وهو من مخلفات الحرب الباردة”، مشيرا إلى أن هذه الحقبة، “لازالت تخيم في بعض الأحيان على هذا النزاع، خاصة على مستوى مجلس الامن الدولي”.
واعتبر المتحدث أن التوازنات داخل المجلس، “غير مساعدة على التقدم أكثر في الملف، بالرغم مما حققه المغرب من نجاحات ديبلوماسية، وجعل كل دول العالم تقريبا، باستثناء قلة لم تستوعب بعد الدينامية المغربية، القائمة على مبادرة الحكم الذاتي جيدة وبناء، تنهي هذا الصراع بشكل نهائي، وأن المغرب من الناحية الواقعية، أنهى هذه القضية بشكل نهائي، ما يجعل التسوية الأممية حتى الآن لازالت متعثرة وصعبة”.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن العملية السياسية تفترض وجود جانبين قابلين للتفاوض والحوار، ولإيجاد وجهة نظر متبادلة، وأن أدبيات المفاوضات تقتضي أن الكل رابح، خاصة وأن الصيغة المغربية جيدة وستؤدي إلى هذه النتيجة.
وختم العروسي بالقول إن الأهم اليوم هو “دعم المنطقة العازلة، والتي تسبب العديد من المشاكل للمغرب، ومن شأن سيطرة المغرب عليها، أن يكون مدخلا لإنهاء هذا الملف، حتى وإن كانت الأمم المتحدة، تدفع باتجاه عدم تواجد القوات المغربية وعناصر البوليساريو بها”، مشددا على أن “إتمام السيطرة على المنطقة العازلة شرق الجدار، سوف ينهي أطروحات الانفصال، وسيعزز الحل الذي اختاره المغرب منذ فترة طويلة”.