تتخد العلاقات بين الجزائر ودول الساحل منعطفا جديدا يتسم بالتوتر والتصعيد، خاصة بعدما أصدرت كل مالي وبوركينا فاسو والنيجر بيانات شديدة اللهجة ضد الجزائر تتهمها برعاية الإرهاب في شمال مالي ورعاية منظمات تهدد أمن واستقرار هذه الدول.
وعقب إعلان الجيش الجزائري إسقاط مسيرة مسلحة بالقرب من مدينة تنزاويتين الجزائرية الحدودية قبل أيام، ردت أمس السلطات المالية، بتوجيه اتهامات شديدة للجزائر، بخصوص إسقاط هذه المسيرة التي قالت عنها مالي، بأنها كانت في مطاردة لعناصر إرهابية، قبل أن تسقطها الجزائر داخل الحدود المالية، ما يعني انتهاكا لحدودها.
وأعادت هذه الحادثة دور الجزائر في منطقة الساحل حيث تشهد العلاقات بينهما توترا متصاعدا، بسبب ما اعتبرته هذه الدول تدخلا جزائريا في شؤونها، ودعما ورعاية لجماعات إنفصالية وإرهابية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
وفي هذا السياق يرى الخبير الأمني محمد الطيار، أن دول الساحل الإفريقي، ضاقت درعا بتصرفات النظام العسكرى الجزائري، وأنها أصبحت تخاطبه بلغة لم يكن يتصورها، خاصة وأن إعلان دول الساحل جاء بعد زيارة وفد منها إلى روسيا، مما يعد رسالة مفادها أن روسيا تخلت عن النظام العسكرى الجزائري.
وأضاف الطيار في تصريح أدلى به لموقع “سفيركم”، أن الجزائر دولة راعية للإرهاب وقد حان وقت محاسبتها، معتبرا أن إعلان دول الساحل عن تورط الجزائر في الإرهاب، هو تحصيل حاصل، فالجزائر دولة راعية للارهاب منذ عقود، وليس الأمر بالجديد، فهي من يقف وراء الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي منذ سنة 2003 وتوفر الدعم اللوجستي للجماعات الإرهابية.
وزاد محمد الطيار موضحا أن الجزائر من يقف وراء عمليات مليشيات البوليساريو الإرهابية منذ منتصف السبعينات، وهي من كان وراء أحداث فندق إسني الإرهابية بمراكش سنة 1994 وغيرها، وهي من يقف وراء الأحداث الإرهابية التي استهدفت تونس خاصة منذ سنة 2013 وجنوب ليبيا، و هي من كان وراء العمليات الإرهابية التي استهدفت موريتانيا، منذ منتصف عقد السبعينات، وشنت عليها حربا بواسطة مليشيات البوليساريو .
ولفت الخبير الأمني إلى أن زعيم تنظيم “نصرة الإسلام والمسلمين” الإرهابي ، إياد اغ غالي يقيم تحت حماية الأمن العسكري الجزائري، في بلدة تينزواتن الجزائرية، ومؤسس تنظيم داعش ولاية الساحل أبو الوليد عدنان الصحراوي ينحدر من مخيمات تندوف.
واعتبر المتحدث أنه ورغم ذلك فالدول الغربية، والولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا والصين كانت تتعمد التغاضي عن ممارسات الجزائر، مادامت تقدم لها امتيازات اقتصادية وتدفع الثمن، مقابل تجاهلها لما يحدث، فضلا عن خلقها لمعضلة أمنية خطيرة، اتخدت منها الدول الغربية مبررا لتواجدها العسكري في منطقة الساحل .
وأردف الطيار بالقول إن النظام العسكري الجزائري، عضو في المحور المشكل من إيران وأتباعها، حزب الله اللبناني والحوثيون والمليشيات العراقية، و نظام بشار الأسد البائد، والمحور المذكور يشكل تهديدا للأمن الدولي، ويستهدف تقويض الأمن والاستقرار في المغرب وفي الشرق الأوسط، كما يعد حاضنة لمليشيات البوليساريو،.
وخلص الخبير الأمني إلى أن المعطيات المرتبطة بالتوازنات الدولية الجديدة، تؤشر على أنه سيتم تصنيف البوليساريو حركة إرهابية، والجزائر دولة راعية للإرهاب، وسوف يؤدي النظام العسكرى الثمن .