بعد صمت دام لفترة، خرج سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية السابق، بتدوينة على حسابه في الفيسبوك ليعبر عن تأييده للثورة السورية، ويؤكد دعمه لعملية “ردع العدوان”، التي يراها خطوة مهمة في مسار الثورة، حيث وصف في تدوينته، ما يحدث في سوريا بـ”تسارع الأحداث” واحتفى بانتصار ما أسماهم بـ”النازحين الذين عادوا مظفرين”.
وتأتي خرجة العثماني في وقت يشهد فيه المغرب قضايا داخلية هامة كان يمكن أن يتدخل فيها، خصوصا تلك التي تتعلق بمشاكل المواطنين المغاربة ومعاناتهم اليومية، ولا سيما أن العثماني كان يشغل سابقا منصب رئيس الحكومة في البلاد.
ويرى كثيرون ممن يتابعون مسيرة العثماني، أن الأخير اختار أن ينأى بنفسه عن القضايا التي تهم المواطن المغربي بشكل مباشر، وهو ما يتعارض مع وزنه السياسي الذي كان يقرر في مصير قطاعات واسعة من الشعب المغربي منذ سنوات قليلة فقط.
وفي الوقت الذي يعيش فيه المغرب تحديات اجتماعية واقتصادية متعددة، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالبطالة، والتعليم، والصحة، التي تؤثر بشكل مباشر على المواطنين، اختار العثماني التفاعل مع القضايا الدولية في حين يهمين الصمت على موقفه إزاء الوضع الداخلي للمغرب.
ومنذ مغادرته منصب رئيس الحكومة، بدا العثماني بعيدا عن الظهور في الساحة السياسية المغربية، حيث مال أكثر للانشغال بالعديد من القضايا الدولية، ومن بينها القضية الفلسطينية، في الوقت الذي ينتقده أخرون بأنه كان هو من ضمن الذين وقعوا على اتفاق التطبيع مع إسرائيل عندما كان رئيسا للحكومة، معتبرين أن انتقاداته الآن لإسرائيل لا تستقيم.
هذا وترى المصادر ذاتها أن الشخص الذي شغل منصب رئيس الحكومة المغربية كان عليه أن يكون أكثر صراحة ووضوحا في مناقشة قضايا المواطنين المغاربة، بدلا من أن يظل بعيدا عن الساحة الداخلية.