كشفت دراسة حديثة، عن تاريخ أقدم حذاء أوروبي، تم العثور عليه في مقاطعة غرناطة الإسبانية، بين بقايا مجموعة من الجثث المحنطة، والذي يعود تاريخه لأزيد من 6200 سنة.
وأشارت هذه الدراسة، التي نشرت نتائجها في مجلة “ساينس أدفنسز”، أن الحذاء المصنوع من عشبة الإسبارتو، وجد في بقايا عدد كبير من الجثث، التي تم العثور عليها في كهف للخفافيش بغرناطة.
وقام المشرفون على هذه الدراسة، بتحليل حوالي 20 صندلا مصنوعا من نفس العشبة، عثر عليهم في موقع Cueva de los” “Murciélagos de Albuñol، ليجدوا أنها تعود لأطفال من عصر مضى.
وتضيف الدراسة ذاتها، أن الجثث والأحذية، تعود لعصور قديمة جدا، من تلك التي تم تحديدها مسبقا من قبل الباحثين، وأن الموقع الذي وجدت فيه، تعرض للنهب في القرن التاسع عشر، من قبل عمال المناجم.
وواصلت الدراسة، أن أحذية رياضية صنعت قبل 6200 سنة، من قبل مزارعي العصر الحجري، وهي المدة التي تسبق التاريخ، الذي كانت قد اقترحته الدراسة بألفي عام.
وأورد موقع “ذا تايمز“، تصريح فرانسيسكو مارتينيز سيفيلا، المشرف على الدراسة وعالم آثار من جامعة الكالا، قال فيه: “مجموعة الصنادل هذه تمثل أقدم وأوسع مجموعة من أحذية ما قبل التاريخ، سواء في شبه الجزيرة الأيبيرية أو في أوروبا، ولا مثيل لها في خطوط العرض الأخرى”.
وتخلل هذه الدراسة، القيام ببحث جماعي أجراه حوالي 20 عالما كل من تخصصه، وذلك من الجيولوجيا إلى التاريخ، حيث عمدوا إلى تحليل ما مجموعه 14 قطعة من بين كل القطع المتواجدة في الموقع، وأن أفضل أربعة قطع تعود إلى 9500 عام.
وتابع مارتينيز قائلا: “إنهم من العصر الحجري الوسيط، قبل ألفي عام من وصول الزراعة إلى المنطقة”.
وذكرت الدراسة أن السلال التي وجدت في الكهف إلى جانب الأحذية، تعد الأقدم في أوروبا، وأن استعمالها كان لغرض جنائزي.
ولفتت الدراسة إلى أنه بغض النظر عن نشاط التعدين، إلا أن هذه المجموعة، تعتبر واحدة من “أقدم وأفضل مجموعات سلال الصيد وجمع الثمار المحفوظة في جنوب أوروبا”.
وأكدت الدراسة على أن مانويل جونجورا إي مارتينيز، سعى إلى استعادة ما استطاع من قطع الكهف، خاصة بعد نهبه، حيث قام بإجراء مقابلات مع السكان المحليين، وحاول أن يشتري منهم مجموعة من القطع الأثرية، بعدما قرر أنها تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.
وبدوره، قال خوسيه أنطونيو لوزانو، الجيولوجي والمؤلف المشارك في الدراسة: “في أي مكان آخر كانت السلال والصنادل قد اختفت. لكن لا توجد رطوبة في الكهف بسبب مناخ المنطقة وتضاريس الكهف وشكله. إنه أمر فريد من نوعه في أوروبا.”
وتجدر الإشارة إلى أنه قبل هذا البحث، كان قد تم العثور على أحذية قديمة تعود لعصور ما قبل التاريخ، لأزيد من 5500 سنة، في موقع في أرمينيا، فيما يقدر عمر الأحذية الجلدية التي تصل إلى الكاحل فوق الصنادل المصنوعة من الألياف النباتية، بـ5300 سنة، والتي كان يتم ارتدائها من قبل أوتزي أو “رجل الجليد”، الذي كان قد تم اكتشافه في جبال الألب.
تعليقات( 0 )