فشلت ديبلوماسية ’’الغاز’’ الجزائرية، في الضغط على إسبانيا، للعدول عن موقفها القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، في سياق العلاقات الجيدة التي تمر منها العلاقات المغربية الإسبانية.
ووفق صحيفة “Elconfidencialdigital” الإسبانية، فإن الجزائر عبرت عن غضبها عبر استراتيجية الغاز على مدى 19 شهرا، بالإضافة إلى سحب سفيرها، إلا أن ذلك لم يؤثر على مواقف إسبانيا تجاه الصحراء، خاصة في ظل استمرار بيدرو سانشيز، رئيسا للحكومة للمرة الثانية على التوالي.
وأوضح المصدر ذاته، أن التحول التاريخي للحزب الاشتراكي الاسباني، الذي يرأس الحكومة، أثار غضب الجزائر، ونتيجة لذلك، منعت جميع واردات المنتجات الإسبانية، إضافة إلى تخفيف التدابير الخاصة بالهجرة، من خلال السماح لعدد كبير من المهاجرين بالإبحار نحو السواحل الإسبانية.
وأشارت الصحيفة الاسبانية، إلى أن الجزائر استسلمت قبل وقت قصير من الانتخابات التشريعية الإسبانية، حيث طلبت حكومتها موافقة من السلطة التنفيذية لسانشيز، وأعربت عن نيتها إرسال قنصل جديد، وهو التعيين الذي حصل على الضوء الأخضر في آخر مجلس للوزراء بالوكالة.
وذكرت الصحيفة، أنه “لم يكن هناك تفسير يذكر من الجزائر حول سبب تغير غضبها بشأن إعادة العلاقات الدبلوماسية”، مضيفة أن ’’الحكومة الإسبانية تشتبه في عاملين دفعا الإدارة الجزائرية إلى التراجع عن قراراها”.
ويتمثل العامل الأول، حسب الصحيفة، في فشل استراتيجية الغاز، حيث تمكنت إسبانيا من الحصول عليه من مصادر أخرى، مثل روسيا أو الولايات المتحدة، كما أظهرت التقارير أن الجزائر في حاجة إلى سوق لبيع إنتاجها.
بينما يتجلى العامل الثاني، في “استمرارية بيدرو سانشيز، على رأس الحكومة، على الرغم من أن استطلاعات الرأي قبل الانتخابات العامة، توقعت فوزًا واضحًا لليمين وتغييرا للحكومة، إلا أن حزب العمال الاشتراكي العمالي لم ينهار في النهاية ولم تصل المعارضة إلى الأغلبية المطلقة، وهو الوضع الذي سمح للاشتراكيين بإعادة تشكيل ائتلاف تنفيذي يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى أربع سنوات أخرى، بينما كانوا في الجزائر ينتظرون تغييرا في الحكومة لاستعادة العلاقات”.
وشدد المصدر ذاته، على أنه كان من شأن هذا الوضع أيضا أن يعجل بتغيير موقف الجزائر، وفقا لمصادر حكومية، لأنه من الضروري أن يحافظ قصر المرادية، على علاقات جيدة مع مدريد.