نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية في مدينة ليل، خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 13 دجنبر 2024، “أسبوع المنجميين المغاربة في منطقة أعالي فرنسا”، لتكريم مجهودات وتضحيات عمال المناجم المغاربة في فرنسا، من خلال مجموعة من الأنشطة التي أبرزت أهمية الحفاظ على ذاكرة هذه الفئة ودورها في تعزيز العلاقات المغربية الفرنسية.
وأوضحت القنصلية العامة للمملكة المغربية في مدينة ليل، من خلال تدوينات نشرتها في حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها عقدت يوم الثلاثاء 10 نونبر، لقاءا مع أبناء وأحفاد عمال المناجم المغاربة، وهم كفاءات من أصول مغربية حققت التميز في مجالات مختلفة بفرنسا، منهم منتخبون، وموظفون، ورواد أعمال، ومهندسون، وباحثون، وعاملون في القطاع الاجتماعي وغيرهم.
وأضافت القنصلية أن هذه الكفاءات قد شاركت قصصا مؤثرة عن آبائهم وأجدادهم، معربين عن اعتزازهم بالقيم التي غرسوها فيهم، مثل الاحترام، والشجاعة، والصبر، والتضحية، إلى جانب حبهم الدائم لوطنهم الأم، مؤكدين في ذات الوقت استعدادهم لبذل المزيد من المجهود لتعزيز علاقات الصداقة المغربية الفرنسية.
وذكرت المؤسسة الديبلوماسية المذكورة، في تدوينة مماثلة أن يوم الأربعاء كان مخصصا لزيارة المركز التاريخي للمناجم في مدينة “ليوارد”، حيث تم استقبال القنصل العام للمملكة المغربية بحرارة من قبل مدير المركز، لوك بيرالا، ورئيسه، جان بول فونتين، الذي يشغل أيضا منصب عمدة مدينة لالانغ.
وشملت الجولة التي تمت في أرجاء المتحف، والتي شارك فيها عدد من أعضاء جمعية “عمال المناجم المغاربة بشمال فرنسا”، الإشارة إلى الظروف الصعبة والخطيرة التي كان يشتغل فيها عمال المناجم منذ القرن 17 وإلى حدود إغلاق المناجم.
وأكدت القنصل العام للمملكة المغربية في ليل، على أهمية بناء ذاكرة جماعية تحفظ إرث عمال المناجم المغاربة، ونقلها للأجيال القادمة، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من تاريخ الجالية المغربية في فرنسا.
وفي اليوم الرابع، زارت القنصل العام المغربية مدينة “ديشي”، التي تضم فئة كبيرة من عمال المناجم المغاربة، وتخلل هذه الزيارة عقد لقاء مع أعضاء جمعية “عمال المناجم المغاربة بشمال فرنسا”، تناقش فيه الطرفان مختلف أنشطتها، والتحديات التي تواجهها، وتاريخ نضالاتها في الدفاع عن حقوق العمال.
كما اجتمعت القنصل في هذه الزيارة مع بعض أسر عمال المناجم، سواء الذين توفوا أو الذين يعانون من أمراض خطيرة بسبب ظروف العمل السابقة، لافتة في تدوينتها إلى أنها كانت “جلسة تبادل أخوية، مفعمة بالعواطف”.
وكانت القنصلية قد نظمت خلال الفترة الممتدة من يوم الاثنين وإلى اليوم الجمعة، معرض للأدوات والمُلصقات ووثائق الأرشيف المتعلقة بعمال المناجم المغاربة، شمل مجموعة من اللوحات، والملصقات، والصور، والأدوات المتنوعة التي استخدمها عمال المناجم المغاربة في منطقة “هوت دو فرانس”، خلال سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.