قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، اليوم الأربعاء في الداخلة، بمناسبة الذكرى الـ45 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، إن هذه الملحمة البطولية تعتبر مرحلة متميزة وحاسمة في مسيرة النضال الموصول من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة.
وأوضح مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في كلمته بهذه المناسبة، أن هذه الذكرى المجيدة قد كانت بحق لحظة تاريخية حاسمة ومفصلية في مسار ملحمة التحرير والوحدة، مبرزا أنها تجسد أروع الملاحم والبطولات، التي بذل فيها المغاربة الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن حمى الوطن وحياضه والذود عن مقدساته الدينية وثوابته الوطنية، وذلك تحت القيادة الحكيمة للعرش العلوي المجيد.
وجدد الكثيري التأكيد على التعبئة المستمرة والتجند الموصول لسائر فئات وشرائح المجتمع والقوى الحية والشعب المغربي قاطبة وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل الترافع عن القضايا الوطنية ذات الأولوية، كقضية الوحدة الترابية، التي أصبحت المنظار الذي يحدد من خلاله المغرب مسار علاقاته الخارجية، مثمنا في ذات الوقت الانتصار الدبلوماسي الأخير الذي حققه المغرب، من خلال اعتراف الجمهورية الفرنسية بمغربية الصحراء.
وخصصت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، هذه المناسبة لتكريم ستة 06 من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ممن أخلصوا لوطنهم وضحوا من أجل حريته واستقلاله، كما منحت إعانات مالية لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين، اعترافا بالخدمة التي أسدوها للدين والوطن والعرش، والبالغ عددها 43 إعانة بغلاف مالي إجمالي قدره 142.000 درهم.
وهذا النص الكامل لكلمة المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بمناسبة تخليد الذكرى 45 لاسترجاع إقليم وادي الذهب:
“الصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
-والي جهة الداخلة – وادي الذهب، عامل إقليم وادي الذهب؛
-عامل إقليم أوسرد؛
-قائد الحامية العسكرية؛
– رئيس مجلس جهة الداخلة -وادي الذهب؛
– رئيس المجلس الإقليمي لوادي الذهب؛
– رئيس المجلس الإقليمي لأوسرد؛
– رئيس المجلس الجماعي للداخلة؛
– رئيس المجلس الجماعي للكويرة؛
– البرلمانيون نوابا ومستشارين؛
– رؤساء وأعضاء المجالس المنتخبة؛
– رجال السلطات القضائية والإدارية والأمنية والعسكرية ورؤساء المصالح اللاممركزة؛
-نساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وذوو حقوق المتوفين منهم؛
-ممثلو الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والحقوقية والشبابية ونشطاء المجتمع المدني وممثلو المنابر الإعلامية ووسائل الاتصال؛
-الحضور الكريم؛
إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن يتجدد لقاؤنا بكم اليوم بهذه الربوع المجاهدة المشهود لأهلها بالشموخ والإباء، احتفاء بمحطة مشرقة من تاريخنا المجيد، وتخليدا للذكرى الخامسة بعد الأربعين (45) لاسترجاع إقليم وادي الذهب إلى الوطن، هذا الحدث التاريخي الذي جسد ملحمة بطولية متميزة وحاسمة في مسيرة النضال الموصول من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة.
وهي مناسبة سانحة، نستحضر فيها السياق التاريخي لهذا الحدث الوطني الخالد، لنتدبر دلالاته ومغازيه ونستخلص منه الدروس والعبر، وتعود بنا الذاكرة إلى محطات مجيدة ومشرقة من نضالات الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجاهد، في مواجهة التغلغل الاستعماري وتسلطه. وحسبنا في هذا المقام أن نستحضر من ذلك التاريخ الحافل بعظيم الأعمال وروائع الأمجاد، بعضا من الدرر والمحطات التي جسدت ذلك التلاحم المتين بين القمة والقاعدة.
لقد تصدى المغرب للأطماع الأجنبية وناهض أبناؤه الوجود الاستعماري منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى بعد فرض نظام الحماية عليه في ظروف دولية ومحلية دقيقة يوم 30 مارس 1912م، وتقسيمه إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب والحماية الإسبانية بشماله وجنوبه وإخضاع منطقة طنجة لنظام حكم دولي.
واتخذ الكفاح الوطني في سبيل نيل الحرية والاستقلال واستكمال السيادة الوطنية مسارا متواصل الحلقات ومتعدد الأشكال والصيغ. فمن المقاومة المسلحة الأولى والانتفاضات الشعبية إلى النضال السياسي، فالمقاومة الفدائية وانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال الوطن وشرقه إلى أن تحقق النصر المبين بعودة بطل التحرير والاستقلال، جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله مثواه من المنفى السحيق إلى أرض الوطن يوم 16 نونبر 1955م، وإعلانه رحمه الله انتهاء فترة الحجر والحماية وإشراقة شمس الحرية والاستقلال، ودعوة جلالته إلى مواصلة الجهاد الأصغر بالجهاد الأكبر من أجل إعلاء صروح البلاد وتنميتها والرقي بشعبها الوفي. وقد فرض بقاء أجزاء مهمة من التراب الوطني بالأقاليم الجنوبية، تحت نير الاحتلال الأجنبي، على المغرب والمغاربة قيادة وشعبا، مواصلة مسيرة التحرير والنضال الوطني لاسترجاعها بالأساليب والوسائل التي تقرها القوانين والأعراف الدولية وتقاليد الأمم والشعوب المتحضرة.
ولم يكن انتهاء حقبة الحماية والاستعمار إلا بداية لملحمة الجهاد الأكبر لبناء المغرب الجديد الذي كان من أولى قضاياه تحرير ما تبقى من تراب المملكة من نير الاحتلال الأجنبي الذي عمر طويلا. وفي هذا الظرف الحساس من تاريخ المغرب المعاصر، انعقد مؤتمر “أم الشكاك” بضواحي مدينة السمارة في 15 أبريل 1956م، والذي حج إليه عدد كبير من أعيان وشيوخ وممثلي القبائل الصحراوية، وفي نهاية أشغاله، وتنفيذا لخامس توصياته، انتدب المؤتمرون وفدا مكونا من 39 مؤتمرا يمثلون جميع قبائل الصحراء، للقاء جلالة المغفور له الملك محمد الخامس بالقصر الملكي العامر بالرباط. حيث جددوا لجلالته فروض الطاعة والولاء والإخلاص للعرش العلوي المجيد، وقد خاطبهم جلالته رحمه الله بقوله: ”أبنائي إنكم تعلمون أن أجزاء مهمة من أرض وطننا الصحراوية لازالت تحت نفوذ الاستعمار … وإني على استعداد لحمل السلاح مع أبنائي للجهاد في صفوفهم لاسترجاع تلك المناطق، واعلموا أننا خرجنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر”.
وهكذا جسد انطلاق عمليات جيش التحرير بالجنوب المغربي سنة 1956م إشارة قوية، تعكس عزم المغاربة كافة وإصرارهم على استعادة باقي الأجزاء المغتصبة من أراضيهم. وشهدت ربوع الصحراء المغربية العديد من المعارك والملاحم البطولية، نذكر منها: معركة “أم العشار الأولى” و”الثانية” ومعركة “مركالة” ومعركة “الرغيوة الأولى” و”الثانية” ومعركة “السويحات” ومعركة “لكلات” ومعركة “وادي شياف” ومعركة “تْكَل” ومعركة “المسيد” و”اشت” ومعركة “البلايا” ومعركة “الزمول” ومعركة “الدشيرة”، وغيرها من المعارك البطولية التي تكبد فيها العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وبعد أقل من سنتين فقط على حصول البلاد على استقلالها، وبفضل الكفاح المرير الذي خاضه العرش العلوي المنيف بقيادة بطل التحرير والاستقلال والوحدة جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه والشعب المغربي الأبي، قرر أب الأمة ومحرر الوطن القيام بزيارة ميمونة لمناطق درعة بما فيها إقليمي زاكورة وتنغير ما بين 20 و26 فبراير 1958م، ودعا جلالته في هذه الزيارة لمواصلة درب الكفاح من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة، حيث قال جلالته: “إننا سنواصل العمل بكل ما في وسعنا لاسترجاع صحرائنا وكل ما هو ثابت لمملكتنا بحكم التاريخ ورغبات السكان، وهكذا نحافظ على الأمانة التي أخذنا على أنفسنا بتأديتها كاملة غير ناقصة، ألا وهي ربط حاضرنا بماضينا وتشييد صرح مستقبل مزدهر ينعم فيه جميع رعايانا بالسعادة والرفاهية والهناء”. ولقد كان خطاب جلالة المغفور له سيدي محمد بن يوسف بمثابة نداء لمواصلة التعبئة والتجند لتحرير ما تبقى من الأطراف المغتصبة والسليبة من الوطن.
ولم يمض على هذه الزيارة الملكية المباركة سوى شهر ونصف حتى تحقق بفضل حنكة وحكمة جلالته طيب الله ثراه، بالتحام مع شعبه الوفي استرجاع إقليم طرفاية في 15 أبريل من سنة 1958م، هذا الحدث الذي كان له مفعول كبير في إذكاء مشاعر الإصرار والجدية والعزم على مواصلة مسار الكفاح من أجل استعادة باقي الأجزاء المغتصبة من الوطن، ليتم بعد سنوات قلائل استعادة مدينة سيدي ايفني إلى حظيرة الوطن يوم 30 يونيو 1969م، وتتويج مسلسل استكمال الوحدة الترابية بتنظيم المسيرة الخضراء المظفرة، التي أبدعتها العبقرية الفذة لجلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله مثواه، لاسترجاع أقاليمنا الصحراوية المغتصبة ولترتفع راية الوطن خفاقة في سماء عيون الساقية الحمراء في 28 فبراير 1976م إيذاناً بإجلاء أخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية.
وفي يوم 14 غشت 1979م، كان أبناء إقليم وادي الذهب على موعد مع التاريخ، كما كانوا دائما، حينما توجه ممثلوهم من الشرفاء والشيوخ والوجهاء والأعيان والعلماء وسائر ممثلي القبائل الصحراوية إلى عاصمة المُلك، مدينة الرباط مجددين لأمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين آيات ولائهم وإخلاصهم ومعبرين عن تمسكهم بالعرش العلوي المنيف سيرا على هدي أبائهم وأجدادهم، واصلين الحاضر بالماضي ومؤكدين تشبثهم بمغربيتهم والتزامهم الدائم بالوحدة الترابية المقدسة من طنجة إلى الكويرة. وقد تُلِي بين يدي جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني باسم سكان إقليم وادي الذهب نص البيعة المرفوعة لملوك الدولة العلوية، والتي يعلنون بموجبها تعلقهم الوثيق بالعرش العلوي المنيف وانتمائهم والتحامهم الدائم بوطنهم المغرب. ومما جاء في نصها: ”اجتمع شرفاؤنا وعلماؤنا ووجهاؤنا، ورجالنا ونساؤنا، كبارنا وصغارنا، فاتفق رأينا الذي لا يتطرق إليه اختلال، واجتمعت كلمتنا التي لا تجتمع على ضلال على أن نجدد لأمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين سيدنا الحسن الثاني حفظه الله بالسبع المثاني، البيعة التي بايع بها آباؤنا وأجدادنا آباءه وأجداده الكرام، نعم الله أرواحهم في دار السلام، فبايعناه على ما بايع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه تحت شجرة الرضوان وأقررنا بحكمه والتزمنا طاعته ونصحه في كل وقت وآن، فنحن أنصاره وأعوانه وعساكره وجنوده نوالي من والى ونعادي من عادى”. انتهى المقتطف من نص البيعة.
وقد كانت بحق لحظة تاريخية حاسمة ومفصلية في مسار ملحمة التحرير والوحدة حين خاطبهم جلالته رحمه الله، قائلا: “إننا قد تلقينا منكم اليوم البيعة، وسوف نرعاها ونحتضنها كأثمن وأغلى وديعة، منذ اليوم بيعتنا في أعناقكم، ومنذ اليوم من واجباتنا الذود عن سلامتكم والحفاظ على أمنكم والسعي دوما في إسعادكم، فمرحبا بكم يا أبنائي في حظيرة وطنكم، وإننا لنشكر الله سبحانه وتعالى أغلى شكر وأغزر حمد على أن أتم نعمته علينا فألحق الجنوب بالشمال، ووصل الرحم وربط الأواصر”. انتهى المقتطف من الخطاب الملكي السامي لجلالة المغفور له الحسن الثاني.
تلكم، المحطات والمسارات النضالية التي سطر من خلالها أبناء الوطن الواحد الموحد من طنجة إلى الكويرة تحت القيادة الحكيمة للعرش العلوي المجيد، أروع الملاحم والبطولات، وبذلوا فيها الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن حمى الوطن وحياضه والذود عن مقدساته الدينية وثوابته الوطنية.
الحضور الكريم؛
ونحن نحتفي بهذه الذكرى المجيدة، فإننا نجدد ونؤكد التعبئة المستمرة والتجند الموصول لسائر فئات وشرائح المجتمع والقوى الحية والشعب المغربي قاطبة وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله من أجل الترافع على قضيتنا الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية، التي أصبحت المنظار الذي يحدد من خلاله المغرب مسار علاقاته الخارجية، كما أكد ذلك جلالته في خطابه السامي بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، والذي ورد فيه قول جلالته: “أوجه رسالة واضحة للجميع: إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”، انتهى المقتطف من النطق الملكي السامي.
وفي ذات السياق، نثمن عاليا الانتصار الدبلوماسي الأخير الذي حققه المغرب، باعتراف الجمهورية الفرنسية بمغربية الصحراء، حيث جاء في بلاغ للدوان الملكي أن الرئيس الفرنسي السيد إيمانويل ماكرون وجه رسالة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، ورد فيها أنه: “يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية”، ويضيف أن: “ثبات الموقف الفرنسي حول هذه القضية المرتبطة بالأمن القومي للمملكة”، كما أن بلاده “تعتزم التحرك في انسجام مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي”.
الحضور الكريم؛
وبهذه المناسبة الغراء، وترسيخا للسنة المحمودة والتقليد الموصول للوفاء والبرور والعرفان برجالات المغرب الأبرار الذين أخلصوا للوطن وأعطوا وأسدوا وضحوا ذودا عن حريته واستقلاله، سيتم تكريم ستة 06 من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وهم من صفوة أبناء هذه الربوع المجاهدة والذين يحق لنا اليوم أن نقف لهم وقفة إكبار واعتزاز لما برهنوا عنه من غيرة وطنية وروح المسؤولية والتضحية وقيم الالتزام والوفاء والإيثار ونكران الذات، سيحفظها لهم التاريخ بمداد الفخر والإعجاب، وهم:
المقاوم المرحوم أحمد الحيدب؛
المقاوم المرحوم جمجي بوبني؛
المقاوم المرحوم الشريف الشوبي؛
المقاوم المرحوم عمار القاضي؛
المقاوم المرحوم محمد علي هنوني؛
المقاوم المرحوم الديماني أهل صلاحي.
فإليهم جميعا عبارات الثناء والتقدير والامتنان والعرفان على ما بذلوه وما أسدوه من خدمات جلى للوطن، كما نبتهل بالمناسبة إلى الباري جلت قدرته، أن ينزلهم وكل شهداء الحرية والاستقلال والوحدة الترابية منزلة الأبرار، بجوار الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، إنه سميع مجيب.
وإلى جانب التكريم المعنوي، فإن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تحرص على التكريم المادي، حيث خصصت إعانات مالية لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم بهذه المناسبة الغالية عرفانا بما أسدوه خدمة للدين والوطن والعرش، وتعدادها 43 إعانة بغلاف مالي إجمالي قدره 142.000 درهم، موزعة على الشكل التالي:
*(41) إعانة مالية كإسعاف اجتماعي، بمبلغ إجمالي قدره 82.000 درهم؛
*(02) إعانتان ماليتان لدعم مشروعين اقتصاديين بقيمة 60.000 درهم، أي بمبلغ 30.000 درهم لكل مشروع.
ولا يفوتني بهذه المناسبة الكريمة؛ أن أتوجه بالشكر الجزيل وبموفور التقدير والعرفان للسيد والي جهة الداخلة -وادي الذهب، عامل إقليم وادي الذهب على حرصه الدائم وعنايته الفائقة بأسرة المقاومة وجيش التحرير، والشكر والتقدير موصول للسلطات الإقليمية والمحلية ولرؤساء وأعضاء الهيئات المنتخبة ولكل المسؤولين الإقليميين وسائر الفاعلين المحليين ونشطاء المجتمع المدني والعمل الجمعوي على دعمهم الموصول وتعاونهم الايجابي.
وفي الختام، ونحن نستحضر قضيتنا الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية، يطيب لي توجيه تحية تقدير وإكبار لضباط وضباط الصف وجنود القوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة والدرك الملكي والأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني وإدارة الجمارك والوقاية المدنية والإدارة الترابية ولكل المرابطين على الحدود وفي الثغور على ما يبذلونه من جهود جبارة وتضحيات جسام في سبيل استتباب الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار بأقاليمنا الصحراوية المسترجعة وبسائر ربوع وأرجاء التراب الوطني والحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم.
رحم الله شهداء الحرية والاستقلال والوحدة الترابية والسيادة الوطنية والواجب الوطني، شرفاء الوطن وأبنائه الغر الميامين، وفي طليعتهم بطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول، جلالة المغفور له محمد الخامس نور الله ضريحه، ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني تغمده الله بواسع رحمته، وحفظ الله بالسبع المثاني وبما حفظ به الذكر الحكيم سليل الأكرمين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وأسدل عليه أردية الصحة والعافية، وحقق به وعلى يديه كل ما يصبو إليه وينشده لشعبنا ووطننا من بناء ونماء، وتقدم وازدهار ورفاه اجتماعي وحماية اجتماعية وأمن واستقرار، وأقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير المحبوب مولاي الحسن وشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد وجميع أفراد الأسرة الملكية الشريفة والشعب المغربي قاطبة من طنجة إلى الكويرة.
إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير وإنه نعم المولى ونعم النصير.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.