وضع تقرير حديث صادر عن “مؤشر معنى الحياة لدى الأطفال والشباب” (Youth Meaningfulness Index – YMI)، الذي يقيس مدى شعور الأجيال الصاعدة بالمعنى والغاية في حياتهم عبر مختلف دول العالم، (وضع) المغرب ضمن مراتب متأخرة بمعدل 7.90 من أصل 10.
وأوضح التقرير، الذي اطلع عليه موقع سفيركم الإلكتروني، أن المغرب حصل على معدل 7.90 من أصل 10، متقدما على أوكرانيا صاحبة أدنى تصنيف (6.82)، فيما تخلف عن دول مثل كينيا (8.30)، النرويج (8.23)، الجزائر (8.18)، والهند والبيرو (8.04).
وأدرج هذا التقرير الصادر عن الفريق البحثي لمؤشر “YMI” لسنة 2024-2025، المغرب ضمن مجموعة الفئات الهشة، إلى جانب كل من الهند وكينيا وأوكرانيا، وهي الفئات التي تعاني من تحديات مركبة تتعلق بالظروف الاجتماعية والاقتصادية وأحيانا بالنزاعات، ما يؤثر بشكل سلبي على شعور الشباب بالمعنى والانتماء.
وأبرزت نتائج تقرير هذا المؤشر العالمي أن الإحساس بالمعنى لدى الشباب يشهد تراجعا مع التقدم في السن، فقد سجل الأطفال دون سن الثالثة عشرة معدل 7.84، في حين تراجع هذا المعدل إلى 7.47 عند المراهقين، وانخفض أكثر لدى الشباب اليافعين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 سنة، مسجلا بذلك 7.18.
وذكر المصدر ذاته أن الفريق البحثي، الذي سهر على إعداد هذا التقرير، يرى أن تراجع الإحساس بالمعنى لدى الشباب مع تقدمهم في السن، يعكس الضغوط المتزايدة التي يواجهها الشباب مع اقترابهم من مرحلة البلوغ وتحملهم مسؤوليات أكبر.
وفيما يتعلق بالمغرب، فقد أظهرت النتائج وجود فجوة واضحة بين الأطفال والمراهقين فيما يخص شعورهم بالانتماء والتقدير، ففي الوقت الذي حصل فيه الأطفال على معدل 8.11 في الشعور بالانتماء إلى المجتمع، انخفض هذا المعدل إلى 7.29 لدى المراهقين، كما تراجع الإحساس بالتقدير والقبول من قبل الآخرين من 7.64 للأطفال إلى 6.84 لدى المراهقين.
ورغم النتائج سالفة الذكر، فقد شكل التواصل الاجتماعي نقطة ضوء مهمة في المجتمع المغربي، فقد حصلت عبارة “أشعر أن هناك من يهتم بي” على معدل 8.68، كما أم معدل قضاء الشباب لوقت مهم مع أسرهم وأصدقائهم بلغ 8.43، ما بؤكد الدور الحاسم للعلاقات الأسرية والاجتماعية في تعزيز شعور الشباب بالمعنى.
وفي المقابل، فقد شكلت العناية الذاتية بالصحة والراحة النفسية، بحسب المؤشر، الحلقة الأضعف، حيث سجلت مجالات مثل الصحة النفسية، والاهتمام بالراحة الشخصية، معدلات منخفضة، ما يبرز الحاجة إلى تعزيز مبادرات الدعم النفسي والرفاه العاطفي للشباب المغربي، خاصة خلال المراحل الانتقالية الحساسة.
وبلغ المعدل العام لإحساس الأطفال بالمعنى 7.85، فيما تراجع لدى المراهقين مسجلا 7.69، بينما كان الإحساس بوجود داعمين من أعلى النقاط المسجلة (8.68)، أما أدنى النقاط المسجلة، فيتعلق بضعف ممارسة الأنشطة المرتبطة بالقدوة أو الطبيعة (6.98 و7.07).
وشملت عملية جمع البيانات في المغرب، 355 طفلا وشابا، ضمن عينة عالمية ضمت نحو 5990 مشاركا من سبع دول، كما أوصت نتائج التقرير بضرورة الاستثمار في دعم الصحة النفسية، وتقوية شبكات الدعم الاجتماعي، وتوفير مساحات آمنة تساعد الشباب المغربي على التعبير عن ذاته.