على بُعد سنة من الانتخابات التشريعية، بدأت تظهر بعض المبادرات الحزبية، التي يقول أصحابها أن الهدف منها هو إرجاع الثقة في العمل السياسي في المملكة المغربية.
وفي هذا السياق، أطلقت شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة، مبادرة تحت إسم “جيل 2030″، فيما أطلق حزب الاستقلال مبادرة تحمل إسم “2025 سنة التطوع”، ويُعتبر الحزبان من مشكلي الحكومة إلى جانب حزب التجمع الوطني للأحرار.
وقال رشيد لبكر، رئيس شعبة القانون العام بكلية الحقوق جامعة شعيب الدكالي بالجديدة “من الجميل إطلاق مثل هذه المبادرات لكن المفروض أن تشكل برنامج عمل دائم ومستمر في الزمن”، لأن الأحزاب “خلقت من أجل التنشئة السياسية وتحضير الكفاءات لتحمل المسؤوليات العمومية بناء على قيم المواطنة وعقيدة الدفاع عن الصالح العام”.
لكن الواقع، وفق تصريح لبكر ل”سفيركم” يشير إلى تحول الأحزاب إلى ما وصفه ب”الدكاكين الموسمية التي تنشط تجارتها عند اقتراب المواسم الانتخابية لغاية جلب الأصوات والفوز بالمقاعد”.
وجوابا عن سؤال ما إذا كانت هذه المبادرات، من شأنها أن تعيد الثقة في العمل السياسي والفاعل الحزبي، أكد لبكر أنه “من الصعب إقناع المواطنين بشيء في هذه الفترة، ونحن على مقربة من الانتخابات في ظل جو الإحباط الذي يخيم على المزاج الشعبي اتجاه الاحزاب”، وِفقا لتعبير المتحدث.
رئيس شعبة القانون العام بكلية الحقوق جامعة شعيب الدكالي بالجديدة، لفت أيضا إلى “التراشق الذي اشتعل بين الأحزاب خلال هذه الفترة، حيث يلقي كل حزب باللائمة على الحزب الآخر ويحاول تبرئة ذمته مما يعتبره المواطن ترد في وضعيته المعيشية”.
والأنكى أن هذا التراشق، وفق المتحدث نفسه، ليس بين أحزاب في المعارضة وأخرى في الأغلبية، “إذ يمكن قبول ذلك وتفهمه، لكن الطامة أن التراشق الآن بين الاحزاب المتحالفة في صف الأغلبية”.
واعتبر لبكر أن هذا التراشق “يضمر ربما إقرارا ضمنيا بالفشل وعدم رضا الاحزاب الحاكمة على نتيجة آدائها خلال هذه الولاية”، متسائلا “إذا كان الوضع كذلك والأحزاب مقتنعة به، فعلى أي أساس ترتكز في ملتقياتها، لإقناع الشباب بمد اليد للمصالحة مع الفعل السياسي؟”
واستبعد لبكر في هذا السياقا، أن تكون هذه المبادرات مجدية، أو ذات أثر إلا إذا اعتبرتها الأحزاب التي أطلقتها، “إجراءا عاديا ضمن خطط التسخين المعروفة التي تنطلق قبيل أي موسم للانتخابات”.
لبكر أفاد أيضا أن المواطن المستهدف بهذه المبادرات، بعيد عن الاستعداد للاستجابة لهذه الدعوات أو التفاعل معها بعد كم الإكراهات والاحتياطات التي توالت عليه.